أعلن مكتب المدعي العام في مدغشقر الخميس عن إحباط محاولة اغتيال استهدفت الرئيس أندريه راجولينا، وتوقيف العديد من المشتبه بهم من "أجانب ومواطنين"، وقالت المدعية العامة برتين رازافياريفوني في بيان صدر الليلة الماضية "أوقف مواطنون أجانب وملغاش الثلاثاء الماضي في إطار تحقيق بشأن هجوم طال أمن الدولة"، وأوضحت "استناداً إلى الأدلة المادية التي نملكها، وضع هؤلاء الأفراد خطة للقضاء على العديد من الشخصيات الملغاشية وتحييدها بمن فيهم رئيس البلاد"، وأضافت "في هذه المرحلة من التحقيق المستمر، يؤكد مكتب المدعي العام أنه سيتم التركيز على هذه القضية". ويود فرنسيان بين الموقوفين منذ الثلاثاء في هذا البلد الواقع في المحيط الهندي "في إطار تحقيق بشأن تقويض أمن الدولة"، كما أوضحت مصادر دبلوماسية، والفرنسيان شرطيان متقاعدان، وفق وكالة أنباء "تاراترا" المحلية التابعة لوزارة الاتصالات، وخلال الاحتفال بعيد استقلال مدغشقر في 26 يونيو، أعلنت قوات الدرك أنها أحبطت محاولة اغتيال طالت مديرها الذراع اليمنى للرئيس الجنرال ريتشارد رافالومانانا، وقد استولى راجولينا البالغ 47 عاماً على السلطة في مارس 2009 من مارك رافالومانانا بدعم من الجيش، وفاز في الانتخابات الأخيرة التي أجريت في ديسمبر 2018 متغلباً على منافسه الرئيس وسلفه رافالومانانا في عملية تصويت شابتها ادعاءات بالتزوير. ترك راجولينا بصمته في إدارة الأحداث والإعلام قبل الانخراط في المعترك السياسي في العام 2007، وحصل على لقب "ديسك جوكي" (منسق أسطوانات)، في إشارة إلى الحفلات التي كان يستضيفها في العاصمة أنتاناناريفو، وبعدما أصبح رئيس بلدية المدينة، استخدم قناة "فيفا" للبث لمساعدته في تشكيل قاعدة مناصرين على المستوى الوطني، وقدّم نفسه على أنه الخصم الرئيس لرافالومانانا، وفي العام 2009، وصل إلى السلطة كزعيم ل"السلطة الانتقالية العليا" ودفع بتعديل دستوري أدى -من بين أمور أخرى- إلى خفض الحد الأدنى لسن المرشحين للرئاسة من 40 إلى 35 عاماً، ما جعله مؤهلاً للترشح لهذا المنصب. وتحت ضغط دولي، لم يخض راجولينا انتخابات العام 2013، وبدلاً من ذلك دعم وزير المال السابق المنتصر هيري راجاوناريمامبيانينا. لكن سرعان ما اختلف الاثنان في العام 2016، تعهد راجولينا الفوز بالرئاسة في صناديق الاقتراع، وحقق هدفه في ديسمبر 2018 بعد انتخابات متنازع عليها بشدة نظمت خلالها مسيرات مبهرجة، شارك فيها فنانو أداء وتخللتها ألعاب نارية، وصوّر راجولينا نفسه على أنه نصير الفقراء، واعتبر أن الأعمال التجارية هي المفتاح من أجل تخفيف حدة الفقر، رغم أن المنتقدين يقولون إن خططه غالباً ما تكون جامحة أو تفتقر إلى الجوهر، وفي إبريل 2020 روّج الرئيس لمشروب عشبي محلي الصنع يسمى "كوفيد-أورغانيكس" ادعى أنه يعالج بفعالية فيروس كورونا، وتم تسويق المشروب على نطاق واسع في مدغشقر، وأرسل إلى أسواق دول إفريقية أخرى، رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية بشأن العلاجات المعلنة التي ليس لها أساس علمي. وتبلغ مساحة مدغشقر نحو 587 ألف كيلومتر مربع، وهي رابع أكبر جزيرة في العالم، وأكبر من إسبانيا وتايلاند في الحجم، كما تشتهر البلاد بتنوع الحياة البرية الفريدة والفانيلا، لكن لها تاريخ طويل من الانقلابات والاضطرابات منذ حصولها على الاستقلال عن فرنسا عام 1960، وتعتمد مدغشقر بشكل كبير على المساعدات الخارجية، ويعيش تسعة من كل عشرة أشخاص فيها بأقل من دولارين في اليوم، وتخضع البلاد لإغلاق منذ انتشار جائحة كورونا العام الماضي، كما أن المنطقة الجنوبية منها واقعة في براثن الجوع.