ظهر المعارض أندري راجولينا، الذي كان متخفياً منذ الخامس من آذار مارس الجاري اثر محاولة توقيفه في مقر إقامته، علناً أمس أمام آلاف من أنصاره المتجمعين في عاصمة مدغشقر، وذلك بعد أن أعلنت حركته أنها استولت على السلطة في البلاد. وأمام حوالى 15 ألفاً من أنصاره احتشدوا في"ساحة 13 مايو"في وسط العاصمة انتاناناريفو، أمهل راجولينا الرئيس مارك رافالومانانا تولى السلطة عام 2002 أربع ساعات للتنحي ب"شكل مشرّف". وجاءت خطوة راجولينا، بُعيد إعلان المعارضة أمس أنها استولت على السلطة ووعدت بتنظيم انتخابات رئاسية"في غضون 24 شهراً"، وذلك بعد دخولها الى مكاتب أخلاها رئيس الحكومة. وقال روينديفو زافيتسيميفالو مونجا"رئيس الوزراء"في"السلطة الانتقالية العليا"الذي حلّ محل الحكومة الحالية بحسب المعارضة، أن"رئيس الجمهورية والجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ والحكومة، أقيلوا من مهامهم". وظهر مونجا محاطاً ب"وزراء"آخرين عينتهم المعارضة وبحراسة مكونة من 30 عسكرياً في المقرّ الذي أخلاه ممثلو حكومة رافالومانانا. وقرأ مونجا إعلاناً موقعاً من راجولينا جاء فيه"نعلن أن السلطة الانتقالية العليا برئاسة راجولينا أصبحت تتولى الصلاحيات المنوطة برئيس الجمهورية بحسب الدستور، وستمارس الحكومة الانتقالية مهامها فوراً"، متعهداً"بتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية وبلدية في أجل لا يتجاوز 24 شهراً". وأضاف"ان رئيس الجمهورية لم يعد قادراً على تولي مهامه ومن الواضح أن القوات المسلحة ترفض طاعة أوامره". وترافق هذا التطور مع إعلان قائد أركان الجيش في مدغشقر الكولونيل اندري اندرياريجاونا أن قواته لن تزحف على القصر الرئاسي، مشيراً الى أن الجيش على استعداد لدعم المعارضة"اذا أتاح ذلك عودة الهدوء"الى البلاد. في المقابل، أكد بيان صادر عن الرئاسة ان السلطة لا تزال بيدي الرئيس رافالومانانا الموجود في القصر الجمهوري"لافولوها"، متهماً المعارضة بأنها"نصبت نفسها"وباستخدام أسلوب"الترهيب". وقال مساعد لرافالومانانا رفض الكشف عن اسمه، أن أعضاء المعارضة موجودون في مكتب رئيس الوزراء لكن ليست لديهم سلطة شرعية، والتحرك لا يزال احتجاجاً في الشارع. وأضاف:"انهم لا يملكون السلطة التي منحها الشعب من خلال انتخابات ديموقراطية. انهم حركة تمرّد في الشارع وسيظلون هكذا، انهم يعتمدون الخوف والقمع من أجل البقاء". وكان رئيس الجمعية الوطنية جاك سيلا دعا في وقت سابق أمس الى استقالة رافالومانانا. وقال أمام تجمع للمعارضة في انتاناناريفو:"لا يوجد إلا حلّ واحد وهو استقالة الرئيس رافالومانانا. وهناك من سيسأل لماذا؟ غير أنه لا مناص من مواجهة الواقع. وبوصفي رئيساً للبرلمان فان واجبي هو أن أقول الحقيقة". وتولّى سيلا منصب رئيس الوزراء من 2002 الى 2007، وكان أحد ممثلي رافالومانانا في الوساطة للبحث عن حلّ للأزمة الحالية. ودعا"كبار المسؤولين الذين يدعمون الرئيس الى قول الحقيقة بصدق، وهي أن على رافالومانانا الاستقالة". وتعيش مدغشقر منذ نهاية كانون الثاني يناير الماضي أسوأ أزمة سياسية منذ تولي رافالومانانا السلطة في 2002. وقتل أكثر من مئة شخص في هذا النزاع.