العالم أصبح قرية صغيرة في سهولة انتقال المعلومات من مكان لآخر كسرعة البرق، ولا يخفى على أحد حالة الفوضى التي يشعر بها الأفراد بعد أزمة كورونا، وتأثير الجانب النفسي على الغالبية مما أشعرهم بالخوف والارتباك والقلق، حتى من كان يعتقد أنه في مأمن تأثر من طريقة الإعلام في المبالغة والتضخيم على مستوى العالم. لنتذكر أن طبيعة الحياة كانت وما زالت بين العلو والانخفاض، لا شيء يدوم وقد تعرض الأفراد سابقا لكثير من التقلبات الاقتصادية والمجاعات والأمراض والحمد الله بفضل الله تجاوزوا كل ذلك، لذا أكثر ما يهزم الإنسان حالة القنوط واليأس فهي كفيلة أن تجعله أسيرا لها لا يستطيع أن يعيش حياة طبيعية، وأكبر عائق للإنسان هي حالة الخوف. لذا فالسؤال.. ماذا نفعل؟ تقوية الجانب الروحي، وهي علاقتنا مع الله - عز وجل - علاقة صادقة متوكلين عليه نعيش حالة التسليم التي تنعش القلب بالطمأنينة والسكينة، فمهما صادفتنا تحديات الحياة نحن في كنف الله - عز وجل - هذه هي القوة الداخلية التي تهزم الخوف والقلق، ثم بعد ذلك الابتعاد عن الأخبار المؤذية، والابتعاد عن المتشائمين، والتركيز على ماذا نفعل اليوم لإضافة شيء يسعدنا ويجعلنا في حالة سلام مع ذواتنا. وأيضا نشر هذا الشعور للآخرين وهنا يأتي دورنا في مساعدة ومساندة من يحتاج لنا من أهل وأصدقاء، نبادر نحن بالعطاء.. والعطاء ليس مقصورا على المادة، بل العطاء بالكلمة الطيبة وتطمين وتهدئة من يحتاج ذلك. أكبر ما يهزم الشعوب والأفراد هو الخوف، فهو العدو الخفي لذا تقوية الجانب الروحي مهمة، ثم تقوية الجانب النفسي والمعنوي نستطيع تجاوز أي تحديات، وهذا يجعلنا في حالة قبول لتغيرات ومعرفة كيف نوازن داخلنا بهدوء، ثم ترتيب أهدافنا وطريقة عيشنا، وما البدائل التي ربما نحتاجها، وترتيب الأولويات على حسب أهميتها. توازن المشاعر يأتي في مواجهة خوفنا وعدم الهروب منه، ثم معرفة كيف نتعامل معه وكيف نتخلص منه، وهذه قاعدة جدا مهمة، استقرار داخلنا سينعكس على طريقة تعاملنا مع الظروف والحياة بهدوء وحكمة.