بثقة كبيرة اجتاز "هيرفي رينارد" ونجوم منتخبنا الأول المرحلة الأولية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، ورغم تعثر البداية بتعادل غير متوقع من نجوم منتخبنا من أمام منتخب اليمن إلا أن المستوى الفني بعد ذلك لنجوم منتخبنا ومدربهم المتمكن والخبير بدأ في تصاعد مستمر انتهى بصدارة الأخضر لمجموعته الرابعة وبمعدل تهديفي رائع بلغ (22) هدفًا في ثماني مباريات. تأهل أخضرنا في هذه المرحلة كان متوقعًا عطفًا على ما تجده الكرة السعودية من اهتمام ومتابعة كبيرة من المسؤولين في الدولة وفي رياضتنا، ولما يمتلكه الأخضر من أسماء فنية على قدر كبير من المهارة والموهبة والخبرة وتعدد الخيارات أمام الجهاز الفني في الكثير من المراكز مما ساعد رينارد على استغلال هذا الكم الكبير من المواهب في صناعة توليفة جيدة تجمع بين لاعبي الخبرة والشباب كسلمان الفرج وسالم الدوسري وياسر الشهراني وفهد المولد وعبدالرحمن غريب وعبدالله الحمدان وسعود عبدالحميد وغيرهم، إلا أن المرحلة القادمة سواء في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2022 أو كأس آسيا 2023 بحاجة لجهد أكبر وعمل أكثر من قبل مدربنا الفرنسي هيرفي رينارد الذي تقع عليه مسؤولية كبيرة في البحث بشكل فعلي عن حل لمركز رأس الحربة التقليدي سواء بالثبات على مهاجم واحد ودعمه بمنحه الثقة والابتعاد عن عملية التدوير في هذا المركز الذي أصبح يشهد ندرة مهولة في الكرة السعودية كنتيجة طبيعية لسيطرة المحترفين الأجانب على هذا المركز في أندينا وضعف مخرجات الفئات السنية في العقد الأخير في إخراج مواهب يعتمد عليها في قادم الأيام في مركز كان بالأمس رأس الرمح في انتصارات وإنجازات الكرة السعودية، فالثلاثي صالح الشهري صاحب الثلاثة أهداف في هذه التصفيات وعبدالله الحمدان وفراس البريكان لدى كل منهم إمكانات جيدة، وإن كان الأول يتميز عنهما بالحماس وكثرة الحركة والخبرة إلا أنه لم يكن أي منهم حلاً للأخضر فيما مضى! حراسة المرمى يتعين أيضًا على هيرفي رينارد البحث عن بديل يكون في الموعد متى ما دعت الحاجة وكمنافس للحارس الأساسي محمد العويس، وعمق الدفاع أيضًا بحاجة لعمل كبير قبل دخول معترك التصفيات النهائية التي تجمع صفوة منتخبات آسيا، فلا وقت أمام هيرفي رينارد لإحداث تغييرات كبيرة خاصة أن الاستحقاق القادم سيكون في شهر سبتمبر من هذا العام فبالإمكان التغلب على مثل هذا القصور بالتحضير الجيد والمدروس لا كثرة التغييرات. فاصلة: ما قدمه ثنائي وسط ميدان منتخبنا القائد سلمان الفرج ورفيق دربه سالم الدوسري من مستويات كبيرة في هذه المرحلة وتتويجهما ذلك بتسجيل (9) أهداف من أهداف منتخبنا دلالة على الثقل الفني الكبير لهذين النجمين، ما يبث الاطمئنان كثيرًا في نفوس جماهير الأخضر وعشاقه على منطقة الوسط التي تعد القوة الضاربة لمنتخبنا.