رغم الخسارة القاسية التي تعرض لها منتخبنا الأول في أولى مواجهاته الخليجية أمام منتخب الكويت بخليجي 24 إلا أنني لا أرى الخسارة وإن كانت ثقيلة على تاريخ منتخبنا وسمعته وقبل ذلك على نفسية لاعبيه وجماهيره ذريعة لمهاجمة الجهاز الفني للمنتخب بقيادة الفرنسي رينارد هيرفي ونجوم منتخبنا وأنهم سبب خسارة المباراة وبهذه النتيجة القاسية التي لم تكن متوقعة من كلا الطرفين فالظروف كانت ضد منتخبنا خلال اللقاء من نقص لتشكيلة كاملة ومن ضعف للتجانس بين العناصر التي لعبت فضلاً على أن البطولة لا تشكل نتائجها لنا أهمية كبيرة بقدر الفائدة المنتظرة منها للمدرب وللاعبين وهذا ما يجب أن يعيه الجميع. رينارد هيرفي حتى نهاية اللقاء الأخير لمنتخبنا لايزال رغم مضي وقت جيد على تواجده مع المنتخب يتعرف على إمكانات وقدرات لاعبيه الأساسيين والاحتياطيين ويحاول جاهدًا توظيف العناصر المتاحة له بالطريقة التي تخدم المنتخب خلال المرحلة القادمة والتي هي الأهم للمنتخب أداء ونتيجة. في المواجهة الأخيرة افتقد رينارد هيرفي لسبعة من أبرز نجوم الكرة السعودية وممن كانت لهم بصمة قوية ساهمت في تغيير نتيجة لقاء منتخبنا أمام المنتخب الأوزبكي في تصفيات كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، وذلك بسبب ضيق الوقت بين نهاية كأس آسيا للأندية 2019، والتي ساهموا في تحقيقها بقوة مع ناديهم الهلال وانطلاق البطولة الخليجية، مما أجبر رينارد على إراحتهم خلال المواجهة الافتتاحية أمام المنتخب الكويتي الذي استطاع خلال اللقاء استثمار الأخطاء الفردية من شبان منتخبنا وتسجيل نتيجة إيجابية سيكون لها المفعول السحري لزيادة رغبة وشهية الأزرق الكويتي فيما تبقى له من لقاءات خلال البطولة كيف لا وهو انتصار كبير وفي وقت مهم لمنتخب عانى كثيرًا خلال الفترة الماضية. مواجهة اليوم لن تكون كالأولى ففيها سيستعيد «الأخضر» نجومه سالم الدوسري وعبدالله عطيف وسلمان الفرج وياسر الشهراني ومحمد البريك مما سيساعد رينارد ويتيح له خيارات متعددة لاختيار الأفضل لاستعادة منتخبنا لهويته واستراتيجية المعهودة. رينارد صاحب تجارب كبيرة وغني عن التعريف ومنتخبنا لديه مواهب ويمتلك مجموعة جيدة من الأسماء في خط الوسط والأطراف الدفاعية إلا أن معاناته كمنتخب قوي وله تاريخ حافل بالانتصارات والبطولات تكمن في خط الهجوم الذي أصبح يعتمد من خلاله رينارد على أسماء شابة تفتقد للخبرة والتجارب الدولية وقبل ذلك المشاركة المستمرة مع أنديتها محليًا بسبب تواجد العناصر الأجنبية التي سيطرة على خط الهجوم بشكل كامل بأنديتنا رغم محدودية ناتج البعض منهم. معاناة المنتخب في خط الهجوم والتي اتضحت بشكل كبير خلال تصفيات كأس العالم 2018 زاد من معاناة منتخبنا الذي عانى أيضًا ومازال من محدودية العنصر الدفاعي خاصة بمنطق العمق الدفاعي الذي مازال يفتقد للمدافع القائد الذي يستطيع القراءة والتوجيه لبقية زملائه، وهذه وإن كانت مهمة مدرب بالدرجة الأولى إلا أن رينارد لا يتحملها لوحدة فاتحاد القدم والأندية المحلية تشاركه هذه المسؤولية، وهذا ما يجب أن يعمل عليه اتحاد الكرة مع الأندية خلال المرحلة القادمة والتي تتطلب عملاً شاقًا منهما ليعود الأخضر على الصعيد القاري قويًا ومنافسًا على البطولات وليس حملاً وديعًا تتجاوزه منتخباتنا كانت بالأمس القريب تحلم بالتعادل معه. فاصلة: كسر «الأزرق» الهلالي العقدة والخصام بينه وبين البطولة الآسيوية بعد محاولات متعددة كانت الحواجز بينه وبينها متعددة الجوانب نفسية وتحكيمية وأخطاء إدارية، كسرت العقدة بدءا من القلوب «الزرقاء» لاعبين وجماهير أولاً وقبل الأقدام، فشاهد الجميع أداء هجوميًا فاخرًا وجذابًا شل الحشود الجماهيرية التي ملأت ملعب سايتاما فكانت النتيجة مضاعفة فوز في الرياض وفي اليابان ورد اعتبار لنسخة سلبت منه تحت أنظار تحكيم ظالم وتحقيق منجز قاري فاخر استحق عليه الأزرق الريادة والسيادة ومصافحة العالمية.