"تأثير الهالة" (Halo effect) كلمة أطلقها علماء النفس على ظاهرة في كل البشر وهي تأثُّرُنا بالإيجاب أو السلب في الناس من ناحية نظرتنا لبقية صفاتهم. إذا أُعجِبتَ بشخصٍ ما -مثلاً أحد المشاهير- فإن حتى الأشياء الأخرى فيه والتي لا علاقة لها بسبب إعجابك ستبدو طيبة لك. إذا أُعجِبتَ بفِكْر وذكاء أحد المثقفين فإن أشياء أخرى غير ذات علاقة مثل صوته ومظهره ولباسه وما إلى ذلك تتأثر، رغم أنها لا علاقة لها بسبب إعجابك الأصلي به. تأثير الهالة قوي لدرجة أنه يؤثر على أشياء لم ترها، فمثلاً لو التقيتَ بشخص في مناسبة اجتماعية وأعجبت به، ثم ذُكر اسمه فيما بعد في حوارٍ عن التبرعات، وسألوك: "لقد رأيناك تكلم ذاك الشخص، ما رأيك، هل ترى أن نذهب له ليشارك في التبرع؟" حينها ستتذكر إعجابك به وفي نفس الوقت تتذكر أن الكرم صفة نبيلة، وبلا شعور ستقول إنه كريم (رغم أن حديثك معه لم يُظهر أي شئ متعلق بالكرم)، وبعدها ستزداد إعجابا -بلا شعور- بسبب هذا الربط! بل إن تأثير الهالة قد يغير السلبيات إلى إيجابيات كما وجدت بعض الدراسات والتجارب، وافترض أن شخصين أمامك، نسميهما أحمد وصالح، فأما أحمد فهو: ذكي، مثابر، مندفع، منتقد، عنيد، حسود. وأما صالح فهو: حسود، عنيد، منتقد، مندفع، مثابر، ذكي. أكثر الناس سيفضلون الأول، رغم أن الصفات هي نفسها! هذا لأن الصفات الطيبة التي بدأ الوصف بها تُغيّر معنى ما بعدها، فيقول المخ: الذكي له عذر في عناده بل ربما يثير الاحترام، لكن الحسود والعنيد شخص مكروه وإذا أضيف الذكاء لهذا صار خطراً. معنى العناد تغيّر مرة للسلب ومرة للإيجاب بطريقة تجعلها تتوافق مع السياق! لن تُزيل تأثير الهالة تماماً من عقلك، ولكن إدراكك له وبتأثيره عليك سيخفف بقوة من أخطائه وتحيزاته.