وصل سعر برنت إلى 72.60 دولارا في نهاية الأسبوع الماضي، في ظل التفاؤل الكبير بانتعاش الاقتصادي العالمي وعودة السفر بين بلدان العالم بشكل تدريجيا، ولكن يبقى السؤال حول مستقبل الأسعار بناءً على معطيات أسواق النفط العالمية التي تشهد مرونة كبيرة على جانبي العرض والطلب، حيث إن ارتفاع الأسعار له أبعاد قد لا تخدم صناعة النفط على المدى المتوسط والطويل في إطار المعطيات الجديدة التي تدفع إلى الحد من الاستثمارات في إنتاج النفط أو من وصول الطلب الى أعلى سقف له. وفي الأسبوع الماضي طلبت الصين من أكبر شركاتها "بتروتشاينا" التوقف عن مقايضة حصص استيراد النفط مع المصافي المحلية المستقلة والمعروفة "بأباريق الشاي"، كجزء من حملة ضد الإنتاج المفرط للوقود بحلول 8 يونيو 2021. وهذا سيخفض إجمالي وارداتها من النفط ب 3 ٪. كما أوضح معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، أن ارتفاع أسعار النفط سيدعم عودة النفط الصخري ولو جزئيا إلى السوق في 2022، مما قد يفقد الأسواق توازنها، ومن المتوقع ارتفاعه إلى 11.8 مليون برميل يوميا العام المقبل. بالإضافة إلى عودة إنتاج إيران قريبا، ما سوف يزيد صادراتها من النفط والمكثفات من 600 ألف برميل يوميا حاليا إلى 1.5 مليون برميل يوميا في ديسمبر المقبل. وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية (EIA) في 3 يونيو 2021، أن يصل إنتاج النفط من خارج الأوبك إلى 64.68 مليون برميل يوميا في 2021 وسينمو ب 4.5 % الى 67.63 مليون برميل يوميا في 2022. وأن يصل إنتاج أوبك إلى 26.87 مليون برميل يوميا في 2021 وسينمو ب 7.4 % إلى 28.67 مليون برميل يوميا في 2022. وبهذا سيصل إنتاج العالم من النفط إلى 91.35 مليون برميل يوميا في 2021 وإلى 96.3 مليون برميل يوميا في 2022. وبإضافة المكثفات الأخرى فإن الإنتاج العالمي سيصل إلى 96.68 مليون برميل يوميا في 2021 وسينمو 5 % إلى 101.82 مليون برميل يوميا في 2022. بينما ستتراجع مخزونات (OECD) ب 5 % في 2021 ولكنها ستعود وتنمو ب 3 % في 2022 وسيتراجع المخزون الأميركي التجاري ب 7 % في 2021 ثم ينمو ب 2 % في 2022. كما توقعت الإدارة أن ينمو متوسط الاستهلاك العالمي من النفط والمكثفات ب 5.8 % إلى 97.67 مليون برميل يوميا في 2021 وبنمو أقل ب 3.72 % ليصل إلى 101.31 مليون برميل يوميا في 2022. وهذا يوضح المقارنة بين نمو إنتاج النفط والمكثفات ب 2.8 % مقارنة وينمو الاستهلاك ب 5.8 % في 2021 والذي يدعم ارتفاع الأسعار الحالية. لكن نمو الإنتاج سيكون أسرع (5 %) بكثير من نمو الاستهلاك (3.72 %) في 2022، والذي سينعكس على أداء أسعار النفط في العقود المستقبلية الطويلة التي تشير إلى بقاء الأسعار في نطاق 70 دولارا حتى نهاية العام الجاري ومن ثم تبدأ في الانحدار إلى 64 دولارا في نهاية 2022. إن أسعار النفط الآجلة ما زالت تواجه ارتفاع التضخم في الولايات الأميركية الذي ارتفع ب 5 % في مايو الماضي على أساس سنوي واحتمالية رفع البنك الفيدرالي لسعر الفائدة، والذي سيرفع قيمة الدولار ويحد من ارتفاع الأسعار، كما أن أسعار العقود طويلة الأجل ستواجه ضغوطا أكبر بزيادة المعروض بأسرع من الزيادة في نمو الطلب في 2022.