دانت الرئاسة الفلسطينية، الخميس، التصعيد الإسرائيلي الخطير الذي أدى إلى استشهاد ضابطين من جهاز الاستخبارات العسكرية وأسير محرر في جنين برصاص قوة خاصة إسرائيلية "مستعربين"، محذرة من تداعياته. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: إن استمرار ممارسات الاحتلال وانتهاكاته المتواصلة لحقوق الشعب الفلسطيني واعتداءاته وعمليات القتل اليومية وآخرها ما جرى أمس في جنين، وخرقه قواعد القانون الدولي، ستخلق توتراً وتصعيداً خطيراً. وحمّل أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد وتداعياته، مطالباً المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني. وأضاف: هذا إلى جانب التوسع الاستيطاني في كل الأراضي الفلسطينية المخالف لقرارات الشرعية الدولية كافة، والاقتحامات الواسعة للمستوطنين في عديد المناطق من محافظات الوطن. كما حث الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأميركية على الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، لكي لا تصل الأمور إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها. وقتلت القوات الإسرائيلية الخاصة أمس ناشطاً من حركة الجهاد الإسلامي وضابطين من قوات الأمن الفلسطينية في تبادل لإطلاق النار خلال مداهمة بالضفة الغربيةالمحتلة. وقال نائب محافظ جنين جمال أبو الرب: إن قوات إسرائيلية متخفية قتلت رجلاً - أعلنت الجهاد الإسلامي أنه عضو بها - وأصابت آخر بينما كانا جالسين في سيارة خارج مقر قيادة جهاز المخابرات العسكرية الفلسطينية. وأضاف لرويترز أن اثنين من ضباط الجهاز ردا على إطلاق النار وقُتلا. وتحدث أبو الرب لرويترز في المستشفى الذي نُقل إليه القتيلان. في سياق متصل، أصيب العشرات من المواطنين الفلسطينيين بجروح متفاوتة وحالات اختناق جراء مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال فجر الخميس، عقب مداهمتها مدينة نابلس من أجل توفير الحماية للمستوطنين خلال اقتحامهم قبر يوسف وتأدية شعائر تلمودية، فيما اقتحم عشرات المستوطنين ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى على مجموعات وعلى فترات متباعدة، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وبعضهم قام بتأدية شعائر تلمودية قبالة قبة الصخرة ومصلى باب الرحمة، قبل مغادرة الساحات من جهة باب السلسلة. وتفرض قوات الاحتلال إجراءات أمنية مشددة على المقدسيين وأهالي الداخل، فيما تنتشر قوات الاحتلال في ساحات الأقصى، وفي طرقاته خاصة على طول مسار الاقتحامات. وتأتي الاقتحامات في ظل فشل تمرير قرار الجماعات الاستيطانية المتطرفة إعادة إقامة "مسيرة الأعلام" في القدس القديمة، الخميس، بعد تهديدات المقاومة بالتصعيد في حال تمت إعادة المسيرة، لترحل إلى يوم الثلاثاء المقبل، على أن يتم إجراء تعديل على مسار المسيرة. ودعا مقدسيون ونشطاء وشخصيات، إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى، في ظل دعوات من الجمعيات الاستيطانية لاقتحام واسع للأقصى. وفي نابلس، اقتحم أكثر من 3000 مستوطن قبر يوسف منتصف الليلة الماضية وفجر الخميس، تقدمهم الحاخام رافي بيرتس، ورئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، يوسي داغان. وقال بيرتس خلال الاقتحام: "يجب أن تعلم الحكومة أن الرد الصهيوني على القتل هو الاستمرار بالبناء الاستيطاني"، مضيفاً: "الأسبوع المقبل ستكون هناك حكومة جديدة، وهذا هو القرار الأول الذي سيتعين عليها اتخاذه". وخلال توفير الحراسة للمقتحمين، أطلقت قوات الاحتلال الغاز المدمع السام بكثافة خلال اقتحامها المنطقة وانتشارها في محيط "مقام يوسف" تمهيداً لاقتحامه من قبل المستوطنين، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين وهم داخل منازلهم بحالات اختناق من بينهم امرأة حامل. ومنع جنود الاحتلال مركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول للمصابين، حيث اندلعت مواجهات في المنطقة، أطلق خلالها الجنود قنابل الغاز، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط صوب الشبان. وسبق تلك المواجهات اقتحام قوات كبيرة للمنطقة الشرقية من المدينة وإغلاقها للعديد من المفارق والطرق، تمهيداً لدخول المستوطنين إلى منطقة قبر يوسف. ويتذرع الاحتلال بأن قبر يوسف مقام ديني لليهود حتى يكرر اقتحامه، ويدفع بمئات المستوطنين إلى المنطقة التي يسعى للسيطرة عليها رغم وقوعها في قلب الأحياء السكنية بمدينة نابلس. فيما يؤكد الفلسطينيون أن الموقع هو أثر إسلامي مسجل لدى دائرة الأوقاف الإسلامية وكان مسجدًا قبل الاحتلال الإسرائيلي، ويضم قبر شيخ صالح من بلدة بلاطة البلد.