تنال تنمية المجتمع المحلي في المملكة العربية السعودية اهتماماً واعياً وممتداً وكبيراً، وتهتم قيادتنا الحكيمة بها بالإضافة لقطاعات حكومية وأهلية كبيرة ومتنوعة اجتماعية وسياسية واقتصادية وزراعية وصحية وغيرها الكثير. وقد أخذت المملكة العربية السعودية بأسلوب تنمية المجتمع المحلي منذ عام (1380ه) وقبل إنشاء وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وفي عام (1381ه) أُنشئت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي أخذت على عاتقها التوسع في المشروع وذلك بإقامة عدد من المراكز في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء، وأصبح مركز التنمية الاجتماعية بالدرعية مركزاً للتنمية والتدريب لإعداد الكوادر التي تعمل في المراكز. وتعتبر التنمية بمفهومها العام والشامل عملية واعية موجهه لصياغة بناء حضاري اجتماعي متكامل يؤكد فيه المجتمع هويته وذاتيته وإبداعه والتنمية بهذا المفهوم تقوم أساسا على مبدأ المشاركة الجماعية الإيجابية بدءاً بالتخطيط واتخاذ القرار ومروراً بالتنفيذ وتحمل المسؤوليات وانتهاء بالانتفاع بمردودات وثمرات مشاريع التنمية وبرامجها. وقد تم إطلاق عدد من المبادرات التنموية مثل مبادرة إرشاد: والتي تسعى إلى تحقيق الاستقرار الأسري من خلال السعي لعلاج المشكلات الأسرية في مهدها. أيضاً مبادرة دلوني: مبادرة تسعى إلى مساعدة المواطنين للوصول إلى الخدمات الاجتماعية المتاحة في المجتمع، بالإضافة مبادرة ساند: مبادرة تسعى إلى المسح الاجتماعي للمناطق والأحياء الأقل نمواً والرفع باحتياجاتها وسكانها إلى جهات الاختصاص.. وغير ذلك من المبادرات. وقد تم إنشاء العديد من مراكز التنمية الاجتماعية، وتقوم المراكز على أساس مشاركة الأهالي في تلمس احتياجاتهم ومشاركتهم مادياً ومعنوياً وبشرياً في تنفيذ مختلف البرامج التنموية الاجتماعية والثقافية والتدريبية والترفيهية والرياضية التي تساهم في سد احتياجات المجتمع المحلي وتنمية وتحقيق أمنه وسلامته، ولم يتوقف العطاء عند ذلك بل تم عمل لجان التنمية الاجتماعية الأهلية، وهي لجان تشرف عليها مراكز التنمية الاجتماعية وتعمل على حث الأهالي وتشجيعهم على تكوينها لبحث الاحتياجات العامة لمناطقهم ومجتمعاتهم المحلية والعمل على تلبيتها من خلال برامج التنمية المتنوعة التي تقترحها اللجان ويسهم فيها أفراد المجتمع مادياً ومعنوياً.