تنفرد العلاقات السعودية - الكويتية بمميزات خاصة، فهي علاقات أخوة وأشقاء تعززها روابط الدم والمصير المشترك، قبل أن تكون علاقات جوار وحدود جغرافية مشتركة، وتتميز بعمقها التاريخي، والذي يصل مداه إلى نحو 131 عاماً، عندما حلّ الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود، ونجله الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمهما الله - ضيوفًا على الكويت، قُبيل استعادة الملك عبدالعزيز الرياض العام 1902، ودور المملكة الحاسم في تحرير الكويت من الغزو العراقي، يؤكد عمق الروابط المتميزة، ويجسد روح الأخوة بين القيادتين والشعبين، ويضرب أروع الأمثلة في التلاحم والتعاون. ولذلك جاءت زيارة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي عهد الكويت الشقيقة إلى المملكة في أول زيارة خارجية له بعد توليه ولاية العهد، تأكيدًا على أهمية العلاقات التي تجمع البلدين الشقيقين، وترجمة للعلاقات الأخوية المميزة بين البلدين الشقيقين، "واستكمالا لنهج البلدين في الاستمرار بدفع العلاقات إلى المزيد من الأفاق الأوسع، والتعاون في مختلف المجالات استشرافاً للمرحلة المقبلة في إطار رؤية البلدين التنموية" المملكة 2030 -الكويت 2035. جهود المملكة والكويت تتحد في جميع القضايا السياسية إقليمياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأخيه صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، حريصان على تعزيز تعاون البلدين وخدمة مصالحهما، وهنا تبرز أهمية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية المشتركة التي تطمح القيادتان في رفع مستوى التبادل التجاري إلى مستوى أعلى، وتفعيل أعمال مجلس التنسيق السعودي الكويتي، وتعزيز مستوى الشراكات في مجال تطوير الحقول النفطية، لتتناسب مع طموحات وتطلعات قيادة وشعبي البلدين، في التطوير والإنجاز والعمل. حكمة وحنكة القيادة الرشيدة في البلدين، ساهمت في جعل العلاقة بين المملكة والكويت، نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الدول في التعامل مع جميع المتغيرات والظروف والقضايا المشتركة، التي تمثل تهديداً لأمن البلدين والمنطقة بشكل عام، وتنسيق مواقف البلدين في المحافل الدولية والإقليمية بما يخدم مصالحهما، ويدعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والوقوف يدًا واحدة لضمان الاستقرار وإبعاد المنطقة عن كل ما يحيط بها من مخاطر.