اقتحمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ساحات المسجد الأقصى، واعتدت على المصلين المرابطين بالمكان وذلك حسب ما ورد في وسائل الإعلام العبرية ومصادر محلية. وذكرت قناة «كان» العبرية، صباح الاثنين، أن المواجهات اندلعت في باحات المسجد الأقصى، فيما اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المسجد، لتفريق المتظاهرين. وبحسب القناة، اقتحمت قوات الشرطة المكان، معززة بقوات خاصة من اليمام واليسام، وقامت بإطلاق القنابل الصوتية والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين. من جانبها قالت القناة السابعة العبرية، إن عشرات المتظاهرين قاموا بإلقاء الحجارة على قوات الشرطة بالمسجد الأقصى، وأن قوات كبيرة من الشرطة اقتحمت المكان. ونقلت القناة العبرية عن الهلال الأحمر الفلسطيني، أن عشرات الإصابات وقعت بالمسجد الأقصى، وأن جزءا من الشبان أصيبوا بالرصاص المطاطي بالرأس. ولفتت القناة إلى أن حوالي 50 إصابة وقعت في صفوف الفلسطينيين بالمسجد الأقصى نتيجة استنشاق الغاز، وتعرضهم للضرب على يد عناصر الشرطة. من جهتها أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، صباح الإثنين، إصابة أكثر من 215 شخصًا، بينهم مسعفون خلال المواجهات الدائرة في باحات المسجد الأقصى ومحيطه بالقدسالمحتلة. وقالت الجمعية (غير حكومية) في بيان وصل»الرياض» نسخة منه، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أصابت، عددا من طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني العاملة في محيط المسجد الأقصى. وأضافت أن عددا من طواقمها العاملين في محيط المسجد الأقصى تعرضوا لإصابات جراء اعتداءات القوات الإسرائيلية عليهم أثناء إسعافهم الفلسطينيين، دون ذكر تفاصيل عن أعدادهم أو إصاباتهم. وذكر البيان أن هناك أكثر من 153 إصابة نقلت إلى المستشفيات لتلقي العلاج، وأن بينها إصابة خطيرة جدا تم إيصالها بجهاز تنفس صناعي. يشار إلى أن عشرات المستوطنين اليهود ينظمون فعاليات ما يسمى بيوم توحيد القدس، ويخططون لاقتحام منطقة باب العامود، لإجراء مسيرة الأعلام بالبلدة القديمة، حيث سمحت لهم الشرطة الإسرائيلية بذلك. بدوره قال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الوزير حسين الشيخ إن القيادة الفلسطينية تدرس كل الخيارات للرد على عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على المقدسات والمواطنين في المسجد الأقصى المبارك. واعتبر الشيخ اقتحام الأقصى وما آلت إليه الأمور في باحاته «جريمة بشعة». كما حملت الفصائل الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الاعتداء على القدس والأقصى، وحذرت من تمادي الاحتلال بعدوانه على الشعب الفلسطيني، مؤكدة بأن المقاومة ستبقى قائمة بكافة الأشكال قبالة جرائم الاحتلال، داعية المجتمع الدولي لوقف جرائم الحرب الإسرائيلية وسياسات التطهير العرقي. وقال المتحدث باسم حركة (حماس) عن مدينة القدسالمحتلة، محمد حمادة، إن الاحتلال الإسرائيلي «سيدفع الثمن غاليا جراء تغوله على المسجد الأقصى والمصلين فيه». وقال حمادة، في بيان إن «ما يحدث في المسجد من اقتحام المسجد الأقصى، والمصلى القبلي، والاعتداء على المصلين المعتكفين هناك من جيش الاحتلال، هي حرب دينية يمارسها ودليل على وحشية الاحتلال ونازيته». ودعا الأهالي إلى «الثبات في وجه الاقتحام، وتقديم الغالي والنفيس فداء للأقصى ومنعًا من أن يقتحمه شرذمة المستوطنين». بدوره، قال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي، خضر عدنان، إن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة في المسجد الأقصى. وأكد عدنان، في بيان، أن تدنيس الأقصى وإصابة المئات من المرابطين جريمة لها ثمنها، مضيفا «لدينا ثقة بمقاومة شعبنا». وذكر أن «الاحتلال قرر إدخال قطعان المستوطنين على دماء الصائمين المصلين في الأقصى». وأوضح أن «قادة عصابات المستوطنين أجبن من أن يواجهوا أشبال الأقصى وأن أكاذيبهم سيزيلها المقدسيون». من جانبها، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جماهير الشعب الفلسطيني في الداخل ومن يستطيع الوصول من الضفة المحتلة إلى التوافد الشعبي العاجل إلى مدينة القدس وكسر الطوق الذي فرضه الاحتلال على المدينة، لإسناد أهالي مدينة القدس ضد الهجمة الاحتلالية المتواصلة على المدينة والمقدسات، ولإفشال محاولات المستوطنين اقتحام باحات المسجد اليوم. كما دعت الجبهة في بيان إلى ضرورة أن يكون هذا اليوم، يوما للغضب وتصعيد الانتفاضة إسنادا ودعما للقدس وأهلها، ومطالبة الجماهير الفلسطينية في جميع أماكن تواجدها بالاستمرار في الفعاليات الشعبية والوطنية المساندة للقدس، وإلى ضرورة تحويل مناطق التماس مع الاحتلال إلى ساحات اشتباك مفتوحة معه في عموم الضفة. وجددت الجبهة تأكيدها على أن المقاومة ستبقى قائمة بمختلف الأشكال أمام استمرار جرائم الاحتلال والمستوطنين في مدينة القدس ومحاولات تدنيس ساحات المسجد الأقصى، مؤكدة أن الساعات القادمة حاسمة ويجب على الاحتلال أن يدفع الثمن. وختمت الجبهة بيانها، داعية لضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف جرائم الحرب الإسرائيلية وسياسات التطهير العرقي المتواصلة والممنهجة على مدينة القدس والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، محذرة من التداعيات الخطيرة لاستمرار هذه السياسة المتواطئة.