شكّل موضوع الفرق بين القيادة والإدارة الكثير من اللغط والجدل بين خبراء إدارة الأعمال وخبراء التنمية البشرية وقدموا تعريفات مختلفة للفروق المحتملة بينهما، منهم من قال إن العمل يتطلب قادة مشاركين «فعلياً» في العمل اليومي ويرون أيضاً أن الرؤساء التنفيذين أصحاب الرؤية التكنولوجيا هم من يعملون مباشرة مع موظفيهم لأن الفعل والمشاهدة والتوجيه جزء لا يتجزأ من العملية، بينما يرى خبراء آخرون أن القيادة والإدارة نشاطين مختلفين تماماً ومتميزين عن بعضهما البعض حيث أن الإدارة هي وسيلة التحسين التدريجي مدعومة بمناهج البيانات ورصد الوقت الفعلي بينما القيادة هي حقيقة وجوهر الإنجازات المبتكرة من خلال الروابط البشرية. ومع ذلك، يمكن إدارة الموظفين من دون مراقبة كل تحرّك من تحرّكاتهم وتوجيهه من خلال إدارة المشاريع والتعاون الشفاف لإبقاء الموظفين في المسار الصحيح مع التأكيد على إعطاء الموظفين مجالاً لحل المشكلات بأنفسهم، مما يساعد على تحفيزهم تحفيزا أكثر عمقا وجوهرية، وهذا يحتاج الى التنازل عن قدر كبير من التحكّم وتمكين الأفراد والمجموعات من المشاركة في الحل لتسريع الاستجابة بسهولة لعالم تتغير فيه حركة الأعمال بسرعة وفائقة وباستمرار. معظم القادة يدركون أن هذا الامر هو حقيقة نظرية ولكنهم عمليّاً يرفضون التخلي عن السيطرة مع محاولة تعزيز التفكير الإبداعي لمراقبة حركة الموظّفين لضمان تنسقيها وانتاجيتها محاولة منهم لتحقيق الامرين معاً «القيادة والإدارة»!. إن القدرة على التخلي عن الأشياء التي تمت تجربتها والموثوق بها بدرجة كبيرة لهو أمر يحمل الكثير من الإرباك ولكنها فعلياً في هذا العصر هي الطريقة الأكثر أهمية للتقدم وتعطي القادة وقتاً اكبراً للتركيز على الممارسات الأكثر أهمية وأكثر استراتيجية لصالح مؤسساتهم كي يتمكن القادة من إجراء تحوّل حقيقي للأفضل.