هذا النوع من القيادة هو عبارة عن الفلسفة، والأساس الذي تقوم عليه شركات كبرى مثل (ساوث ويست إير لاينز - ستار بوكس كافيه - ميد نزونيك - سيرفيسر ماستر - AT&T - فيدرال اكسبريس - نستلة - وول مارت)، بالإضافة إلى العديد من الشركات الأخرى التي تأتي في مقدمة مجلة (فورشن) عن أفضل الشركات التي يمكن العمل فيها والشركات الأكثر للإقدام والإعجاب والتي تعرف القيادة الخدمية بأنها أحد مبادئ العمل الجوهرية. والقائد الخادم هو القائد الذي من طبعه أن يخدم الآخرين.. وقد كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقول (خادم القوم سيدهم). ويروى عن السيد المسيح عليه السلام أنه قدم عبارة يعرف فيها القيادة، ولقد أُعيدت صياغة هذا التعريف بعدة طرق، لكن جوهر ما قاله هو (أن أي إنسان يرغب في أن يكون قائدًا لابد أولاً أن يكون خادمًا، فإذا اخترت قيادة الآخرين فعليك خدمتهم أولاً). ولقد أدرك (مارتن لوثر كينج) الابن هذه الحقيقة فقال: (إن كل إنسان يستطيع أن يكون عظيمًا؛ لأن كل إنسان يستطيع خدمة الآخرين، ليس عليك أن تكون صاحب درجة جامعية لكي تتمكن من خدمة الآخرين، ليس عليك أن تجعل الفاعل والفعل يتفقان على الخدمة). وعلى الرغم من أن الخدمة قد توحي بالضعف لدى البعض فإن القيادة الخدمية هي بحق فكرة ثورية فعّالة يمكن أن يكون لها أثرها الفعّال على أداء الشركات والمنظمات. ويدافع مؤلف كتاب (كيف تصبح قائدًا خادمًا) السيد (جيمس هانتر) عن هذا الأسلوب الشديد/اللين في القيادة، والذي يحوّل الرؤساء المديرين إلى مدربين معلمين ناصحين بقوة، وما يعنيه (هانتر) بكلمة الشديد هو أن القادة الخادمين يمكن أن يكونوا أقوياء وصارمين، بل وحتى مستبدين عندما يتعلق الأمر بأساسيات إدارة الشركة أو المشروع، وهي (تحديد الرؤية والرسالة - القيم والقواعد التي تحكم مسيرة المنظمة - وضع المعايير وتحديد المسؤوليات)، فالقادة الخادمون لا يفاوضون أو يجرون عملية تصويت أو اقتراع عندما يتعلق الامر بتلك الاسس الجوهرية. ولكن بمجرد أن يتم تحديد الطريق يقوم هؤلاء القادة بقلب الهيكل المؤسسي للشركة رأسًا على عقب، انهم يركزون على منح الموظفين كل شيء يحتاجون إليه من أجل الفوز والنجاح، سواء كان هذا الشيء هو الموارد، أو الوقت، أو التوجيه والإرشاد، أو التحفيز والإلهام، وهؤلاء القادة يعرفون أن العمل على خدمة الناس وإعدادهم بما يحتاجون إليه، والمشاركة بقلوبهم وعقولهم، هي أمور تدعم فهم قوة العمل لفوائد ومميزات النضال من أجل الصالح العام للجميع، ويكون التركيز على منح السلطة وليس النفوذ وعلى التأثير الإيجابي، وليس على الترحيب والترويع، وهذا كله ببساطة يعني مفهوم القيادة الخدمية. وهناك قانون تستخدمه القيادة الخدمية وهو ما يعرف (بقانون الحصاد)، ويقول هذا القانون كما تزرع تحصد، وببساطة فعندما تزرع الخدمة والنصيحة والعطاء، وتبذل نفسك من أجل الآخرين، وتسعى لصالحهم، وخيرهم فإنك تؤثر فيهم. عزيزي القارئ: إليك بعضًا من مبادئ القيادة لدى شركة سيرفس ماستر الخدمية: 1- نحن قادة تحركنا القيم ويوجهنا الأداء. 2- نحن نخطط لتوحيد مَن يخلفنا، ونبني القادة الذين سنحتاجهم في المستقبل. 3- إذا لم نمارس البيع والخدمة، ونحن عاشقون للامتياز، فإننا لا نستطيع أن نمارس الإدارة. 4- نحن نؤمن بالخدمة التي نبيعها ونقدمها. 5- لا يوجد منافسون يكنون الود لمنافسيهم. 6- إن كل واحد منا يعلي من منزلة زملائه لا منزلة نفسه، ويحاول أن يتجاوز حدود أهدافه. 7- حقيقة ما نقول تثبتها أفعالنا (إذا لم تعش الأمر فإنك لا تؤمن به). مجدي سليمان صفوت - جدة