تعتبر مسميات مثل «القائد» و»المدير» من بين أكثر الكلمات استخداماً في الأعمال وفي الإدارة، ولكن هل جميع القادة مدراء؟ وهل جميع المدراء قادة؟ للإجابة عن هذه الأسئلة، علينا في البداية أن نستعرض مهام كل من القائد والمدير لمحاولة فهم الفروقات التي تميز كل منهما.. ويكتسب فهم الفرق بين القيادة والإدارة أهمية بالغة في عالم الأعمال اليوم مع التعقيد الذي شهدته إدارة الأعمال بوجهٍ عام بسبب العولمة. فالمدير هو ذلك الشخص الذي يقوم بتنفيذ أربعة وظائف إدارية أساسية هي التخطيط، والتنظيم، والقيادة، والرقابة، حيث تكون قدراتهم التنفيذية فقط هي العالية، مع أهمية الإشارة إلى أن الموظفين بشكلٍ عام يقومون بتنفيذ أوامر المدراء لأنهم ملزمون بذلك وليس لأنهم يستلهمون منهم الحافز الذي يدفع باتجاه تنفيذ تلك المهام. أما القائد، فهو ذلك الشخص الذي ليس بالضرورة أنه يمتلك منصباً إدارياً أو سلطوياً في المؤسسة، فهو تلك الشخصية التي تمتلك الرؤية، وفهم الحاضر والمستقبل معاً، وهو الشخصية القادرة على استقراء المستقبل استناداً إلى معطيات، ومعلومات وأرقام، بالإضافة إلى امتلاكه القدرة على التحفيز والتنشيط، والتأثير، والقائد يقوم برسم المسار والتوجه المستقبلي، ويساعد فرق العمل المختلفة على فهم أدوارهم ومسؤولياتهم، ويحرص على إطلاع فريقه على كل تفاصيل المستجدات، ويمتلك حلولاً للمشكلات وله أسلوب خاص في التعامل مع التحديات والتفكير خارج الصندوق. والقائد يبتكر بينما المدير يُنظّم وينفذ، فهو ينشغل بشكل أكبر بمراقبة تحقيق الهدف النهائي لكل مشروع، والتحكم في الموظفين وسير العمل في المؤسسة، ومنع أي مظهر من مظاهر الفوضى. ومن سمات القائد الإبداع بغير حدود، فكل يوم عمل هو يوم لفكرة جديدة وإيجابية، وكل يوم عمل هو يوم تأتي معه حلول مبتكرة لمشاكل قد تطرأ، مركّز على العنصر البشري في المؤسسة بشكل كبير. والقائد يتحمل جميع مخرجات العملية الإدارية وحده ويتقبل ذلك بشجاعة، وصانعا في المؤسسة قادة في كل إدارة، فقادة فرق العمل ليسوا بالضرورة مدراء في أقسامهم، ولكنهم موظفون مبدعون متميزون يستطيعون أن يقودوا فرق العمل كلٌ في مجاله وتخصصه المهني. إذا ليس كل مدير قائد لكن بالتأكيد كل قائد ممكن أن يصبح مديرا.