هذا الفريق الذي يقدمه الثلاثي فهد بن نافل وفهد المفرج وسعود كريري أو أيًّا كان من يصنع القرار في إدارة كرة القدم الهلالية لا يشبه الهلال إلا في قمصانه وألوانه؛ لكنه لا يشبه الهلال أبدًا في حضوره وجماله هيبته وإمتاعه، ولا يشبه الهلال الذي كان عشاقه يعدون الساعات والدقائق منتظرين لقاءه بشوق ونهم وشغف؛ هذا النهم الذي صار همًّا وعبئًا ثقيلًا يكبس على صدورهم خوفًا من سقوط جديد لكبير آسيا الذي أذلته إدارته وقزمته وجعلته مجالًا لسخرية واستنقاص (اللي ما يسوى)!. تأهل الهلال كأحد أفضل 3 ثواني في دوري أبطال آسيا جاء من عنق الزجاجة وبسيناريو خيالي وبدعوات الهلاليين الطيبين بعد أن فرط الفريق بكل فرص التأهل المضمونة بما فيها الخسارة بفارق هدف من شباب أهلي الإمارات الذي لعب المباراة بالرديف مستسلمًا ومسلمًا بطاقة التأهل للهلال الذي لم يكن بحاجة للنظر لأي نتائج أخرى؛ لكن هذا الرديف لم يجد أمامه الهلال بل وجد نسخة مشوهة من كبير آسيا!. لم يعد كافيًا أن يطالب الهلاليون برحيل مدرب أو حضور آخر؛ بل صار لزامًا عليهم أن يصعِّدوا مطالباتهم لتشمل رحيل إدارة الكرة والمدير التنفيذي لكرة القدم وكل من كان له علاقة بصناعة القرار في فريق كرة القدم هذا الموسم؛ وعلى فهد بن نافل إن كان يطمح للاستمرار ويريد أن يستعيد شعبيته بين الهلاليين وأن يكمل النجاح الذي حققه في الموسم الأول وشوهه في الموسم الثاني أن يعيد حساباته وأن يقيم عمل فهد المفرج وسعود كريري، وأن يغير كل مستشاريه الفنيين الذين ورطوه بالكثير من القرارات التي يجب أن يتحمل مسؤوليتها هو في النهاية، وإن كان معجبًا بإخلاص المفرج وتفانيه فلا بأس أن يستعين به في منصب إداري آخر مثل منصب نائب الرئيس وهو المنصب الذي لا يزال شاغرًا منذ قدوم هذه الإدارة؛ بشرط ألا يكون له أي علاقة بفريق القدم!. الدوري هذا العام بالنسبة للهلاليين (عليه العوض ومنه العوض) بسبب عناد إدارة الهلال وإصرارها منذ 3 أشهر على عدم إحضار جهاز فني متكامل قادر على أن يكمل المشوار وأن يعزز حظوظ الهلال في الدفاع عن لقبه، والإصرار على تسليم الفريق لشبيه مدرب استطاع بكل جدارة أن يقدم لنا (شبيه الهلال)، وسبق أن قلت بعد مباراة الفريق أمام ضمك إنَّ تحقيق الهلال للقب الدوري مع هذا المدرب يحتاج إلى معجزة، معجزة أكبر من تلك التي حدثت مساء الجمعة الماضي وأعادت الهلال إلى دوري أبطال آسيا بعد خروج وشيك!. تبقى على لقاء دور ال16 في دوري أبطال آسيا قرابة 3 أشهر، وهي فترة قصيرة جدًا إذا ما تحدثنا عن إدارة باردة تستغرق وقتًا طويلًا في مفاوضاتها التي قد تنتهي بلا شيء، كما فعلت أكثر من مرة في مفاوضات تكسيرا، والمشكلة أن الهلال هذه المرة ليس بحاجة لمدرب فقط، بات بحاجة ماسة لتغيير جل عناصره الأجنبية التي أثبتت أنها لا تملك ما تقدمه أو أنها قدمت كل ما تملكه!. إن كانت إدارة الهلال جادة وراغبة في إعادة تقديم نفسها للهلاليين وإكمال فترتها الرئاسية فعليها أن تترك هذا البرود المستفز، وأن تحسم اليوم وليس غدًا التوقيع مع جهاز فني يليق بحجم واسم الهلال وطموحات عشاقه، وأن تبعد عن صناعة القرار والاختيار كل من كان له علاقة بذلك في الفترة الماضية، وأن تسلم هذا الملف رسميًا لابن الهلال القوي الأمين سامي الجابر للاستفادة من خبرته في الاختيارات والمفاوضات التي كان يجريها بنفسه بعيدًا عن ألاعيب الوكلاء والسماسرة الدوليين والمحليين؛ إلا إذا كان هناك (ما) يمنعها أو كان هناك (من) يمنعها!.