انتقل إلى رحمة الله تعالى المغفور له -إن شاء الله تعالى- الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الطيار (أبو محمد). وقد صلي عليه يوم السبت الموافق 28 / 8 / 1442، ثم ووري الثرى السبت بمقابر النسيم في الرياض. كم هي مؤلمة تلك العبارات وكم كنت أتمنى ألا تُكتب أو تقرأ ولكن قضاء الله وقدره، حيث كان صباح السبت صباحاً حزيناً مؤلماً عليّ وعلى أمي وإخوتي وأخواتي كان الجو مُختلفاً حيث كانت الليلة طويلة على نفسي كنت أنتظر الصباح لكي أذهب لوالدي كان شوقي يسبق حنيني وحبي يسبق اشتياقي أنتظر الدقائق تمر بسرعة لكي أذهب إلى المستشفى لتقبيل أبي حيث الشوق يعتريني وكلي فرح وسعادة بذلك اليوم لأنني قررت الذهاب وخطاي بدأت تساعدني من أجل رؤية الحياة بالنسبة لي، اتصلت على أخي ليرافقني ولكن العبارات مؤلمة والكلمات صادمة ليعتريني الحزن والألم وهنا توقفت كل المعاني ونزف القلب دماً بدل الدموع وهنا تجلت المشاعر ونزفت، مشاعر اختلط مع بعضها لينتج عنها الألم والحزن، موقف عصيب عشته فقدت الوعي وغبت عن الحياة لغياب أبي. حقيقة عندما يجتمع الترقب والأمل والألم والحزن مشاعر تجعل العين تنزف وكلها حسرة وتعب، نعم سأكتب ما يخالجني ويخالج قلبي.. نعم إنه بوح قلم في لحظة ألم. قلبي وقلمي هنا ينزفان على أبي ليال عصيبة تعصف بقلوب قلقة على ما يعتريها، كانت الأفكار تُحلق بعيداً تارة للخير وتارة للألم والحزن كانت عيونها غارقة بالدموع حيث الألم يعتصرها، وعذرها يسبق نبضها، وقسمات وجهها تسبق لهفتها وهمسات حزينة تنساب من شفتيها من أجل الأمن والأمان. سنوات كنت مَعَنَا يا أغلى روح غادرت دون استئذان لن أنسى يوم فراقك يوم السبت 28 شعبان 1442 كنت بلسم حياتي، بك رمضان يزهو كنا نتشوق نحن وإياك للصيام والقيام أين أنت يا أبي؟ لم أجد صدراً يَضمني إليه بعدك؛ فأنت نبع الحنان والحُب. عندما احتاج إلى وطنٍ يحميني، وصدرٍ يؤويني؛ أنادي أبي. أين أنت؟ صباح السبت حزن وفقد لنور في سماء الكون لاح سواد خيم على المكان حزناً سادها الجراح أردت الذهاب لأبي ولكن كان للموت ذو اجتياح التفت قائلة أين الحبيب وهل غادر حبيب الروح في ذلك الصباح آه على قلبي وآه على هذا الفراق وهذا الجراح لقد توقف كل شيء في حياتي وَشُلَّ تفكيري وتبعثرت أوراقي، ألْتَفت يمنة ويسرة أين أنت، لقد فقدتك وفقدت من هو كل الحياة بالنسبة لي، يا رب وحدك تعلم حجم حبي لأبي، يا رب سُر خاطري برؤيته بأحلامي أبي هو الذي أعطاني ما أريد ولم يحرمني شيئاً، فهو الأب والأخ والصديق والرفيق، أحتاجه وأحتاج قربه، أحتاج دعمه، أحتاج وقوفه معي.. كلماتي تغادر موطن القلم عند الحديث عن أبي، ها هي تنزف نزف الحزين الباكي. لقد تعلمت من أبي التواضع الجم، حيث كان متواضعاً ومحباً للخير وكانت صلة الرحم، وتقدير الكبير، والعطف على الصغير من أجمل صفاته. كان يتفقدني في الهاتف ويسأل عني يناديني بالكلام الجميل كلام المحب، كان يزور المرضى ويعطف على المحتاجين، ويساعدهم، ويحب عمل الخير في شتى المجالات، ولقد كانت الأسرة وسمعتها واجتماعها حلم من أحلامه وطموحه منذ أن قدم إلى الرياض، حقيقة كانت أيام التعزية منطلقاً جديداً لشخصيته -رحمه الله- تعالى، حيث توافد الكثير والكثير يحدثونا عن أبي ومآثره ذُهلت من تلك المواقف التي تحدثوا عنها وعن أبي وكيف كان حيث سمعت كلمات تجعلني أفتخر بأن أكون ابنة لرجل رحل وترك الأثر الجميل للصغير والكبير للقريب والبعيد عندما رحل والدي عن هذه الحياة ترك خلفه إرثاً من الكرم والأخلاق والطيب وجميل الذكر وهذه وغيرها تعتبر له عمراً آخر فإن كان رحل بجسده فمآثره باقية تحكي قصة حياته للأجيال فقد كان قدوة وهو حي ولازال قدوة بعد موته. أبي قد رحلت من الدنيا لكن رحيلك أيقظ فينا صفات الكرم والجود والزهد وحسن الخلق فنحن امتداد لك وسنبقى على العهد ما دمنا في هذه الحياة لنكون في ميزان حسناتك. نعم أعشق رجلاً جَعَلني فَتاةَ مُدَللة، رَجُلاً لا مَثيل لَه؛ هُو مَصدر ثِقَتي وَكُلّ شَيء بِحَياتي، أين هو الآن تركني وحيدة أُصارع الألم والحسرة. أنا يتيمة رجل رحل دون رجعة إلى دار ثانية أهداني عُمره وروحه أمسك بيدي خوفاً عليّ من وجع الحياة أرشدني علمني دللني كثيراً فمن كان يستحق الحب غيره اللهم ارحم فقيد قلبي أبي. لقد تفطر قلبي على فراقه أصبحت جسداً بلا روح يا رب رحماك تخنقني العبرات حينما كتبت مرحوم ياللي باقي بداخلي حي أبوي عسى الجنة تبرد عظامه تبكيه غدير ودمعها بالخفي ما هو بشوى عبدالله. عبدالعزيز. عزيزاً مقامه ولا يسعنا إزاء هذا المصاب الأليم أن يتغمد والدي بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويلهمنا جميعاً على فراقه الصبر والسلوان، فلله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى،, اللهم أجبرنا في مصيبتنا، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.