قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي بن عبدالرحمن الحذيفي – في خطبة الجمعة - : عظموا نعمة الإيمان ونعمة القرآن فما أعطي أحد عطاء أفضل من الإيمان والقرآن وما صام مسلم رمضان إيمانا واحتسابا إلا نال من الإيمان ونال من بركات القرآن، وأهل القرآن هم من عمل به ولو لم يكن حافظا، ومن لم يعمل بالقرآن فليس من أهل القرآن ولوكان حافظا له. وأضاف : أنتم ترون سرعة انقضاء الأيام والليالي وإدبار السنين الخوالي، وإن يوما مضى لن يعود بما فيه، والعمر ما هو إلا ليال وأيام ثم ينزل الأجل وينقطع العمل ويعلم غرور الأمل، وإنكم في شهركم هذا المبارك قد فتح الله لكم فيه من الخيرات أبوابا ويسر لكم أسبابا فادخلوا في أبواب الخيرات واحذروا أبواب الموبقات والمهلكات، قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ". وقال : إن فريضة الصوم لكم فيها أعظم الأجور مع ما فيها من المنافع في هذه الحياة، ولكن الصوم لا يؤتي ثماره ولا ينتفع به صاحبه إلا إذا زكاه بصالح الأعمال وحفظه من المبطلات وما ينقص ثوابه من الأوزار والآثام فإذا صمت أيها المسلم فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجوارحك عن المحرمات لتزكي نفسك بالطاعات، قال الله تعالى : " يا أيها الذين أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم "، وفي الحديث : " إذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق فإن سابه أحد فليقل : إني صائم "، وقال صلى الله عليه وسلم : " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ". وتابع : حاسب نفسك أيها المسلم في رمضان ليخف عليك الحساب في القيامة واسأل نفسك : هل أقمت الصلاة كما أمرت، هل أديت الزكاة مع الصيام، هل تبت إلى الله من الذنوب، هل تبت من المكاسب المحرمات كالربا والبيوع المحرمة، هل وصلت الرحم، هل بررت الوالدين، هل أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، هل أكثرت من الصدقات، هل اجتهدت في التمسك بالهدي النبوي لتكون من المهتدين ؟، قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ".