ما سمعته في حديث سمو أمين منطقة الرياض الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن عيّاف عبر بودكاست سقراط يجعلني كأحد سكان الرياض فخوراً جداً بما يقدمه للعاصمة، التي تدخل مرحلة جديدة، تنتقل فيها من الاكتفاء بتوفير الخدمات الأساسية إلى التركيز على تنفيذ المشاريع النوعية ذات المساهمة الفاعلة في الارتقاء بجودة الحياة في المدينة. الرياض العاصمة الفتية التي ترفل في نعيم التطور والتمدن، تخطو خطوات ثابتة لتنافس مدناً عالمية مثل لندن ونيويورك وسان فرانسيسكو، وهو ما أكده سمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن عياف حين قال: إن اقتصاد مدينة الرياض يُعد من بين أكبر 40 اقتصادًا حول العالم، وإن استراتيجية المدينة ستعزز من هذا المكتسب المتحقق بفضل الأساس الصلب الذي وضعه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -. أنسنة المدينة وجعلها صديقة للإنسان وملبية لاحتياجاته وتطلعاته، تحدث تحولات لا تقتصر على البنية التحتية والتخطيطية فحسب، بل من شأنها إحداث تغيرات جوهرية في الثقافة الحضرية للفرد والمجتمع وتفاعلهم مع البيئة وأدوات التنمية، وبالتالي يدخل سكان الرياض في قلب مستهدفات التنمية بطريقة مباشرة وغير مباشرة. إن الحقائق والأرقام التي استعرضها أمين منطقة الرياض حول إنجازات الأمانة خلال العام الماضي، تبدو مذهلة وتعبر بالفعل عن خبرات متراكمة للمدينة في استيعاب حجم النمو الاستثنائي بكل كفاءة واقتدار، إضافة إلى قدرتها الحالية على منافسة كبريات المدن العالمية في استقطاب الاستثمارات والطاقات البشرية المميزة في ظل التطور التقني الذي سهّل إمكانية الانتقال إلى أي مدينة في العالم. ويحضرني هنا حديث صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -، حين قال: إن مدينة الرياض تتمتع بميزات خاصة جداً، إذ تشكل اليوم نحو 50 % من الاقتصاد غير النفطي في المملكة، وتكلفة خلق الوظيفة فيها أقل ب30 % من بقية مدن المملكة، وتكلفة تطوير البنى التحتية والتطوير العقاري فيها أقل ب29 % من بقية المدن. وتمتلك الرياض بنية تحتية رائعة جدًا بفضل الجهود التي بذلها الملك سلمان على مدى أكثر من خمسة عقود أمضاها في إدارة المدينة والتخطيط لها، شهدت خلالها نموًا سكانيًا ضخمًا من 150 ألف نسمة إلى 7.5 ملايين نسمة، رافقتها نهضة تنموية وعمرانية. وعلى نفس الدرب يمضي سمو أمين الرياض بوضع لبنات طموحة للسير بالعاصمة نحو مصاف المدن العالمية الأكثر ثراءً، مستلهمًا روح العزيمة ذاتها ومتسقًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، بما يلبي احتياجات ورغبات سكان العاصمة ومتطلبات رفاهيتهم، ولا يسعنا هنا سوى أن نسأل الله التوفيق والسداد لسمو أمين الرياض.