تابع الجميع بكل اهتمام حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مؤتمر مستقبل الاستثمار الخميس الماضي، خاصة أنه تحدث عن عاصمة من أهم عواصم العالم المؤثرة سياسيا واقتصاديا، ورسم صورة زاهية لمستقبل مدينة الرياض التي تتجه إليها الأنظار كجوهرة للاستثمار العالمي في ظل استقرار ليس له مثيل، ويدعم ذلك أنظمة حديثة وتسهيلات وضمانات وحوكمة تجعل المستثمر يقدم بلا تردد. وقد قررت فعلا عديد من الشركات العالمية نقل مقارها الإقليمية من دول أخرى إلى الرياض بناء على هذه المعطيات. وقبل الاسترسال في رسم صورة الرياض حاضرا ومستقبلا يجدر بنا فتح نافذة على ماضي هذه المدينة العريقة، التي شيدها الملك سلمان بن عبدالعزيز على مدى أكثر من 50 عاما وتابع عملية البناء بكل تفاصيلها الدقيقة مع فريق عمل مخلص اختاره بعناية تامة، ويقول باني نهضة الرياض عن ماضيها في إحدى المقابلات الإعلامية (كانت الرياض محاطة بسور وتقفل أبواب هذا السور بعد صلاة العشاء، وكان هناك شارع واحد فقط مرصوف بالحجر وشكله متعرج وإذا تقابلت سيارتان فعلى إحداهما الرجوع)، وبدأت الرياض تتطور حتى بلغ سكانها 150 ألف نسمة. وركز باني نهضتها على البنية التحتية الجيدة التي أهلتها لمزيد من التطور واستيعاب عدد أكبر من السكان الذين يتوافدون من مختلف المناطق طلبا للعمل في القطاعين العام والخاص حتى بلغ عدد سكانها حاليا أكثر من سبعة ملايين نسمة، وأصبحت مدنا في مدينة كما قال أمينها الأسبق الأمير عبدالعزيز بن محمد بن عياف في كتابه (الإدارة المحلية والقطاع البلدي). وبعد هذه اللمحة المختصرة عن ماضي وحاضر الرياض نتحدث عن المستقبل من واقع حديث ولي العهد، حيث أشار إلى أن الرياض ستكون من أكبر عشرة اقتصادات مدن في العالم. وأضاف ولي العهد (الفرص كثيرة في جميع مناطق المملكة واليوم نعمل على استراتيجيات لكل المناطق، أطلقنا استراتيجيات نيوم، ومدينة (ذا لاين)، وقريبا سنطلق استراتيجية مدينة الرياض، كذلك نعمل على استراتيجية مدينة مكةالمكرمة، واستراتيجية المنطقة الشرقية، ومنطقة عسير، وكل المناطق مقبلة حسب الفرص والممكنات فيها)، وأكد (أن مدينة الرياض لديها ميزات خاصة إذ تشكل نحو 50 في المائة من الاقتصاد غير النفطي، وتكلفة إيجاد الوظيفة فيها أقل ب30 في المائة من بقية مدن المملكة، وتكلفة تطوير البنى والتطوير العقاري فيها أقل مع أن البنية التحتية فيها رائعة جدا بسبب ما قام به الملك سلمان، واختتم ولي العهد حديثه بالإشارة إلى أن المستهدف أن يكون عدد سكان الرياض بعد عشرة أعوام 15 مليون نسمة، ما سيوجد طلبا عاليا على القطاع الصحي والتعليم وجميع الخدمات، كما هي الحال في المدن الكبرى مثل طوكيو ونيويورك ولندن. وأخيرا: هذه رؤية ولي العهد الطموح دائما إلى مستقبل أفضل، ويبقى أن يستعد شباب بلادنا وهم الأغلبية لهذا التحول الكبير بمزيد من الجدية في العمل والتخصص في العلوم الحديثة التي تعتمد على المهارات واستعمال التقنية بشكل صحيح، وهم جديرون بذلك وقد برزت مهاراتهم في إدارة جلسات قمة مجموعة العشرين التي عقدت في الرياض أواخر العام الماضي، كما أدعو إعلامنا بجميع قنواته ووسائله وكتابه أن ينقل للعالم بأمانة تفاصيل ملحمة التطور السريع التي تعيشها بلادنا بقيادة شابة وشعب طموح لاحتلال المكان اللائق بين أفضل الدول المتقدمة. نقلا عن (الاقتصادية)