أولاً أود أن أعبر عن سعادتي وشكري لحكومتنا الرشيدة بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين - حفظهما الله - والتي أثبتت أن الإنسان هو أولاً والأهم في الحقوق والرعاية، وكان لها دور إنساني حقاً في توفير هذا اللقاح لأبناء الشعب والمقيمين على أراضيها مجاناً، أيضاً الشكر من القلب لوزارة الصحة ولكافة العاملين فيها. ثانياً نحن أيضا لنا دور مهم وهو أن نصل إلى الفائدة المرجوة من اللقاح، لذلك لابد أن نتبع بعض الأمور البسيطة والمهمة والجميع يستطيعها. فقد أثبتت دراسة علمية في مجلة Perspectives on Psychological Science أن الاكتئاب والتوتر والشعور بالقلق وسوء التغذية يمكن أن تضعف جهاز المناعة في الجسم، وتقلل من فعالية بعض اللقاحات، بما في ذلك لقاح الكوفيد. لذلك فإن بعض الخطوات البسيطة مثل التمرين الرياضي والغذاء الصحي والحصول على نوم جيد ليلاً في غضون 24 ساعة قبل التطعيم، قد تزيد من الفعالية الأولية للقاح. لاحظ الباحثون أنه على الرغم من أن الاختبارات الصارمة والدقيقة فلن يحصل الجميع فوراً على الاستفادة الكاملة من اللقاح. وقالوا: إن بعض العوامل البيئية، بالإضافة إلى العوامل الوراثية والصحة البدنية والعقلية للفرد، يمكن أن تضعف جهاز المناعة في الجسم، وتبطئ الاستجابة للقاح. لذلك من الضروري جداً تجنب القلق والاكتئاب والضغوط العاطفية؛ لأنها تؤثر على جهاز المناعة لدى الشخص، وتضعف قدرته على درء العدوى. والاستجابة اللقاح لو نظرنا إلى عمل اللقاحات فإنها تعمل عن طريق تحدي جهاز المناعة. في غضون ساعات من التطعيم، هناك استجابة مناعية فطرية عامة على المستوى الخلوي حيث يبدأ الجسم في التعرف على تهديد بيولوجي محتمل. يتم دعم استجابة الخط الأمامي من قبل الجهاز المناعي في النهاية عن طريق إنتاج الأجسام المضادة التي تستهدف مسببات أمراض معينة. إن استمرار إنتاج الأجسام المضادة هو الذي يساعد على تحديد مدى فعالية اللقاح في منح حماية طويلة الأمد. لذلك الانتباه وممارسة السلوك الصحي الصحيح وتجنب العوامل النفسية السلبية يمكن أن تقوي وتحسن عمل الجهاز المناعي على أكمل وجه. بما أن هذه السلوكيات والعوامل قابلة للتعديل، من الممكن القيام ببعض الأشياء البسيطة لتعظيم الفعالية الأولية للقاح مثل ممارسة التمارين الرياضية، والنوم الكافي، والغذاء الجيد والابتعاد عن الأغذية الدهنية والمصنعة وتجنب السكريات والأغذية التي تحتوي على المواد الحافظة مع شرب السوائل وأهمها الماء باستمرار قبل التطعيم وبعده حتى يعمل الجهاز المناعي بأقصى أداء. إن هذا قد يساعد في ضمان حدوث أفضل وأقوى استجابة مناعية في أسرع وقت ممكن ولأطول مدة؛ لذلك الهدف من مقالتي هذه تحسين الجهاز المناعي عن طريق اتباع أسلوب نظام صحي في جميع أمور حياتنا لكي تقاوم - بإذن الله - أجسامنا الأمراض بمناعة قوية، وتكون استجابتنا مثالية وسريعة لتطعيم كورونا، وينتهي شبح هذا الوباء عن البلاد والعباد.