يقول مالكوم فوربس: (عندما تكُف عن الحُلم تكُف عْن الحَياة). تتسع أحلامنا لتكبر وتنمو الأحلام قد تبدو صعبة بل ربما مستحيلة ولكن حتماً الأماني لا تموت، وكما يقال: أزهار البارحة هي أحلام اليوم. شعرت بسعادة وأنا ألتقي زميل دراسة بالصدفة في استراحة أحد المراكز الطبية. دار بيننا حديث، وكان حديثاً مختلطاً بين الذكريات والطموح وسرعة تداول الأيام وأنه من الجميل أن يشعر الإنسان بالراحة عندما يجد شخص يُشبهه في العادات والصفات والتطلعات. هو ربما ذات الإحساس الذي يصاحبك عندما تكتشف أن بعض الأفلام والمشاهد على الشاشة تلامسك من قريب وكأنها تُحاكيك وتعايشك. أتذكر في صغري أني شاهدت فيلم الرجل العنكبوت {سبايدر مان}؛ هذه الشخصية عاشت وتعايشت معي فترة ليست بالقصيرة تخللها صولات ومنافسات، داخل البيت وخارجه. لدرجة أني اعتقدت أن هذا البطل يسكن معنا في المنزل. بعدها عرفت أن هذا البطل الخارق ما هو إلا موظف يأخذ راتباً وأنه ربما يخاف من ظله الذي بجانبه بل ربما لا يجرؤ على النوم في غرفة مظلمة وحده! ما جرني لهذا القول هو موقف وقع قبل فترة، ذكرتُ لصديق أني رأيته في المنام، من دون أن أتطرق لتفاصيل تلك الرؤيا، وبعد أيام التقيته وسألني عن الرؤيا وكيف جاءت؟ بصراحة وقفت متفاجئاً لأني نسيت الموضوع وأنا هنا أعترفُ أني لا أملك ذاكرة في جمع الأحلام أو استعادتها. وبعد طلب منه وتحت إلحاح شديد وإصرار مكثف لم أرغب في كسر خاطره ومن ثم تنقّلب الجلسة إلى هواجيس وكوابيس تذهب معها متعة لقاء الأصحاب. قلت: إني حلمت أننا حضرنا سوياً أحد الأفلام في صالة السينما وكان من أروع وأقوى الأفلام. تبسم صاحبي وانفرجت أسارير وجهه وراحت عيناه تسبحان في بحر الشوق. وقال: والله زمان عن السينما آخر مرة دخلت السينما كانت قبل كورونا. (ياخي تحمست أحضر فيلم) والأسبوع الجاي سيكون موعدنا في صالة السينما والتذكرة بين يديك يا صديقي عندي. ختاماً، نحن شعب مُحب للحياة وزاع للبسمة وناشرُ للسعادة لمن حوله، حتى أبسط الأشياء تجعلنا نعيش بمرح وتفاؤل وتملأ قلوبنا أنهاراً من الفرح وصدورنا أنغاماً من البهجة حتى لو كان ذلك مجرد حلم. فاصلة، "أحب الأعمال إلى الله سُرور تدخلهُ على مسلم".