كان معظم البشر يعتقدون أن الجهاز المحمول في أيديهم، مجرد جهاز متكلم، حتى ابتدأ انتشاره في كل مكان، وساهم في إيجاد ذاكرة متنقلة للجميع، ومستودع للأفلام السينمائية والبرامج والمسلسلات والمعلومات العامة وكل شيء.!، حتى جاءت الفكرة في المنصات الرقمية والسباق على تقديم البرامج والمسلسلات التي أصبحت تسابق الزمن ومجالا خصبا لتنويع المشاهدة وتثقيف الجمهور، المنصات الرقمية دخلت في منافسة جادة في إنتاجها السهل والسريع وتقديم كل ما يتناسب مع فكر المشاهد.. فمن يسيطر على الآخر، المنصة الرقمية أم العمل الفني في التلفزيون؟ المنصات تسيطر أكثر على عين المشاهد يقول محمد آل صبيح مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة: المتأمل في هذا المشهد الإعلامي وما شهده من تقدم تقني كبير، يدرك حجم اتساع رقعة وتأثير المنصات الرقمية، على حساب القنوات الفضائية والتي ما زالت تحاول المحافظة على رسالتها ومكاسبها في ظل هذا المد الهائل الذي تجاوزها في صناعة إعلام مباشر يجعل المشاهد في قلب الحدث دون تنميط مؤسسي، وهذا بكل تأكيد ينطبق على الأعمال الفنية وطرق عرضها وجذب المشاهدين وتقديمها بحسب الإمكانيات المتاحة، وفي اعتقادي أن أهم الجوانب الإيجابية للمنصات الرقمية منحها الفرصة للمبدعين في شتى المجالات لتقديم أعمالهم وفق تصوراتهم وإيصال أفكارهم للمجتمع، وأعتقد أننا سنشهد نقلة في المحتوى والتقنية ينتج عنها تقليص الاهتمام بمشاهدة القنوات الفضائية. المستقبل للمنصة على حساب الشاشة ويرى "المخرج والمنتج" طارق ملفي: أن المستقبل أصبح للمنصات وليس للقنوات التلفزيونية، وذلك لأسباب كثيرة، أولها أن العالم يتغير في البداية، حيث كان العمل يحكمه التلفزيون، أما الآن فالمشاهد هو من يحكم، وهو من يختار وقت مشاهدة العمل وليس العكس، الأريحية الموجودة في المنصات لا تقارن بالتلفزيون فالرسمية والتقليدية، ليست من صفات المنصات التي أوجدت فرصا أكثر للتنوع والمشاهدة، وعلى ما يبدو أن المستقبل كله للمنصات، وحتى التلفزيون لم يعد له وجود بعد فترة قصيرة، لأن تكلفة الإنتاج عالية وفكر المشاهد تغير، وبالأخير المردود قليل جدا، لاحظ أن العالم بدأ يتوجه للأجهزة المنزلية الذكية وأصبح الإنترنت أسهل وأسرع من السابق، وبتوفر الإنترنت، ستختفي شاشة التلفزيون، فالآن جمهور الشاشة أصبح يعتمد على "apple tv" ويشاهدون فيها مواقع أو محتوى أفضل وأقرب. أتوقع اختفاء التلفزيون قريباً بينما توقع عبدالله العامر "ممثل ومنتج" أن المنصات هي التي ستسيطر في المستقبل وسيختفي التلفزيون لاحقا، لا سيما أن التلفزيون الآن لا يحظى بمتابعة كبيرة في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبح جمهورها أكبر بنسبة "85 %" وبالذات الأعمال الدرامية للجمهور. ويؤكد العامر أنه كان يلاحظ في الفترات الماضية، أن الكثير ينشدّون مع المسلسل الذي يعرض على التلفزيون، لكنه الآن يجدهم منشدين على ما يعرض عبر الجوال، وهي في فرصة للمبدعين الحقيقيين، الذين يعرضون أعمالهم من خلال المنصات الرقمية اليوتيوبية وكذلك فرصة لتقديم أعمال تلامس الجمهور، وربما تقدم للأسرة مشاهد إباحية ومقاطع سيئة دون رقابة. ومع هذا سيختفي التلفزيون، خاصة في الدراما، مؤكدا العامر أنه يتابع دكاترة لديهم ملايين المتابعين، وأحيانا يقدم إعلانات حصرية، والناس في هذا الزمن أصبحت تتابع المحتوى الرقمي بشكل إيجابي من خلال تنوع الأفكار، وقال عبدالله العامر إن هناك منتجين معتمدين على الأعمال التلفزيونية بدؤو في التحول إلى تقديم الأعمال عبر المنصات الرقمية. المنصات سحبت البساط من التلفاز وتقول مشاعل التويجري المسؤولة في جمعية الثقافة والفنون: إن المنصات الرقمية أثرت بنسبة "80 %" على مشاهدي التلفاز، بل أصبح مشاهدو التلفزيون الذين تجاوزت أعمارهم الستين عاما، وتتمنى أن يكون هناك حجب أو مراقبة محتوى خصوصا للأطفال من قبل الأبوين أو الأسرة، وتؤكد مشاعل أن الصراع بين المنصات الرقمية والشاشة الفضية بالفعل موجودة، ذلك لكسب المشاهد. تستطيع مشاهدة ما تريد عبر المنصة مجدي القاضي "المستشار والمخرج" يؤكد سلبية المنصات الرقمية، فهي تعرض دون تقطيع إضافة إلى الإنتاج السهل وتقديم كل الأفكار دون حجم لمصلحة للمشاهد، لكن هناك شيئا سلبيا وإيجابيا في نفس الوقت، فالإيجابي بالنسبة للمشاهد أنه يرى أعمال غير مقطعة دون إعلانات ويشاهدها بأي وقت يريده، أما الناحية السلبية للمشاهد أنه يشاهد بعض الأعمال التي لا يوجد بها رقابة عائلية قد تكون بها كلمات أو مناظر خادشة للحياء والعادات والتقاليد وأنا أتكلم عن السعودية والعربية والشرعية طبعاً لأن ليس عليها رقيب. وأتمنى معالجة الأخطاء بطريقة تحترم السلوك الإسلامي في أرواحنا. عبدالله العامر: متابعة المنصات أكثر من الشاشة الفضية محمد آل صبيح: المشاهد البسيط يدرك حجم المسافة بينهما مشاعل التويجري: المنصات الرقمية أثرت على المشاهد مجدي القاضي: هناك سلبيات مؤثرة على المجتمع