قد يواجه الإنسان بعض الصعوبات الذاتية أو الخارجية، قد تكون الصعوبات في الطريق مجرد مطبات يتكيف معها الإنسان ولا تؤثر على مسيرته. في بيئة العمل فرص للنجاح أمام الموظفين لمن يمتلك الشغف والثقة والطموح، ويعمل وفق أهداف محددة، وتدفعه طاقة إيجابية تنعكس على سلوك يتسم بالإخلاص والانتماء واللباقة والاحترام. برزت موظفة تعمل في سوق مركزي بوظيفة المحاسبة (الكاشير)، وكانت مميزة في أدائها وسماتها الشخصية القيادية. شعر مديرها بخطر المنافسة فدبر لها موقفاً بحيث تظهر متهمة بممارسة الغش مع أحد العملاء. كادت تتعرض للفصل، لكن أحد الزملاء أصحاب الضمير الحي توجه إلى المدير ليخبره بحقيقة ما حصل ويقترح عليه الرجوع للكاميرات للتأكد. فعل المدير ذلك ليكتشف أن الموظفة مظلومة، وأن مديرها دبر الموقف خوفاً من منافستها. النتيجة كانت فصل مديرها وتعيينها مديرة تنفيذية بجدارتها ونجاحها المشاهدين في أداء عملها. في بيئة العمل قد تكون الصورة إيجابية تتمثل في الأداء المهني، والتكامل بين جهود الزملاء، والتنسيق، واحترام تعدد الآراء، واحترام الحقوق الفكرية وتشجيع على النجاح وتقدير للناجحين، وتنافس بناء على التميز والإبداع. وفي بيئة عمل أخرى قد تكون الصورة أسوأ من رمادية حين يكون التنافس غير بناء، وتتحول الإدارات إلى ما يشبه الأملاك، وتنتشر الأنانية والشللية، وتسود السلبية وضعف الانتماء. في كلا الحالتين سيتجه التقييم إلى الإدارة؛ فهي المسؤول الأول عن توفير ظروف النجاح مثلما هي المسؤول عن الفشل. مسؤولية الإدارة لا تعني أن يكتفي الموظف بركوب القطار وانتظار الخدمات ذات الخمس نجوم، وتوجيه الانتقادات وممارسة التذمر. الموظف هو جزء من الرحلة لا بد أن يشارك ويتعاون ويقترح ويساهم في الوصول إلى الهدف الذي ينشده الجميع. الموظف الذي يملك الرغبة في النجاح ولديه أهداف محددة وطموحات مستقبلية وتتوفر فيه الإرادة، ويعمل بإخلاص لا تؤثر فيه المواقف السلبية، ولن يتعامل معها بالانسحاب والاستسلام والتذمر بل بمزيد من الإبداع والإنتاجية والنجاح.