رفعت المملكة العربية السعودية -أكبر مُصدر للنفط في العالم- يوم الخميس أسعار جميع نفطها الخام الذي سيتجه إلى الولاياتالمتحدة وأوروبا في مارس الجاري، بينما لم تتغير أسعار البيع الرسمية لخامها إلى سوقها الرئيس في آسيا. ورفعت شركة "أرامكو السعودية" العملاقة للنفط والغاز والطاقة المتكاملة أسعار جميع درجاتها الخام إلى الولايات بمقدار 0.10 دولار للبرميل، في حين ارتفعت أسعار النفط السعودي إلى أوروبا بما يتراوح بين 1.30 دولار و1.40 دولار للبرميل، وفقًا لنسخة لقائمة الأسعار تلقتها "الرياض"، وتداولتها الوكالات العالمية. ونقلاً عن وثيقة التسعير، فإن سعر الخام العربي الخفيف السعودي الرئيس إلى شمال غرب أوروبا ارتفع بمقدار 1.40 دولار للبرميل في مارس مقارنة بشهر فبراير وحُدّد بخصم قدره 0.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت. وفي الشهر الماضي، بعد يوم من مفاجأة السوق بخفض إضافي قدره مليون برميل يوميًا في فبراير ومارس، رفع السعوديون أسعار البيع الرسمية لنفطهم في آسيا لشهر فبراير، ورفعت "أرامكو السعودية" سعر الصنف العربي الخفيف الرائد بمقدار 0.70 دولار للبرميل إلى علاوة قدرها دولار واحد للبرميل مقابل معيار الشرق الأوسط، متوسط عمان/ دبي. في حين تركت السعودية في هذا الشهر، الأسعار لآسيا من دون تغيير لشهر مارس مقارنة بشهر فبراير، بعد أن أدى خفض الإنتاج الإضافي إلى اندفاع بين شركات التكرير في آسيا في يناير، مع تدافع المشترين لتأمين إمدادات النفط الخام من أوروبا. كما ورد أن المملكة قد أعلنت عن تخفيضات في أحجام النفط الخام التي سيتم توريدها إلى تسعة عملاء على الأقل في آسيا وأوروبا لهذا الشهر، وتم إجراء التخفيضات للشحنات بموجب عقود طويلة الأجل وتتعلق بالدرجات الثقيلة ل"أرامكو". وفي ظل الخفض السعودي الإضافي الذي يعمل في الوقت الحالي، لصالح منتجي "أوبك+" الذين يئسوا لرؤية ارتفاع أسعار النفط لإصلاح ميزانياتهم المتضررة من انهيار أسعار النفط والانكماش الاقتصادي بسبب الوباء. وصعدت أسعار النفط خلال الشهر الماضي منذ أن أعلنت السعودية عن خفض إضافي قدره مليون برميل يوميا. وكان المسؤولون التنفيذيون في شركة النفط، الذين تحدثوا في أسبوع "سيراو"، متفائلين بأن الطلب العالمي على النفط الخام سيستمر في النمو خلال العقد المقبل على الرغم من الجهود العالمية للتحول إلى الطاقة المتجددة. كما اعتقدوا أن الوقود الأحفوري سيظل جزءًا رئيساً من مزيج الطاقة في العالم حتى مع استخدام مصادر الطاقة المتجددة على نطاق واسع. وأصبح تغير المناخ وتحول الطاقة نقطة الاهتمام الرئيسة في مؤتمر هذا العام، وأدت جائحة الفيروس التاجي إلى تآكل الوظائف والاستثمارات في صناعة الوقود الأحفوري، ونتيجة لذلك، تقوم العديد من هذه الشركات بتعديل محافظها وتقليل التعرض للوقود الأحفوري. ومع ذلك، من المرجح أن تنتعش الاستثمارات بحلول عام 2022، وفقًا لما قاله الرئيس التنفيذي لشركة "بيكر هيوز" لورنزو سيمونيلي الذي قال: إن الهيدروكربونات ستبقى جزءًا أساسيًا من مصادر الطاقة في العالم. فيما قال جون هيس -الرئيس التنفيذي لشركة هيس كورب-: "إن الطلب على النفط سيستمر في النمو خلال العقد المقبل على الرغم من جهود إزالة الكربون". وقال ماينارد هولت -الرئيس التنفيذي لشركة تيودور بيكرينغ هولت-: "إن التركيز على الاستثمار للطاقة المتجددة يمكن أن يؤدي إلى أزمة في المعروض وتعزيز أسعار النفط". وكان سكوت كيربي -الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد إيرلاين- متفائلاً بأن الرحلات ستعود وستدعم الطلب على وقود الطائرات والأسعار. وقال بيل جيتس -الشريك المؤسس لشركة مايكروسوفت-: "إن وقود الطائرات من الطاقة المتجددة متوفر بالفعل، لكنه يظل أقل جدوى تجاريًا من الوقود المستخرج من الوقود الأحفوري التي يمثلها النفط والغاز". ويتوقع بن فان بيردن -الرئيس التنفيذي لشركة رويال داتش شل- أن يصل الطلب على وقود الطائرات إلى مستويات قريبة من المعتاد بحلول النصف الثاني من هذا العام. وقامت "إكسون موبيل" بتعديل توقعاتها الخاصة بإنتاج النفط والغاز لعام 2025 حيث قلصت التركيز إلى زيادة الإنتاج في حوض بيرميان وفي جويانا. وتتوقع الشركة أن يكون الإنتاج ثابتًا من مستويات 2020 حتى العام 2025 عند 3.7 ملايين برميل في اليوم. وللمقارنة، في العام 2020، تتوقع "إكسون" أن يرتفع الإنتاج إلى 5 ملايين برميل في اليوم بحلول العام 2025. وتخطط "إكسون" لتكثيف العمليات في غيانا وحوض بيرميان على مدى السنوات العديدة المقبلة لتعويض الإنتاج الثابت أو المتناقص في أماكن أخرى. وتتوقع "إكسون" أن يرتفع إنتاجها في برميان من 370 ألف برميل في اليوم في 2020 إلى 400 - 700 ألف برميل في اليوم في 2025. وقبل عامين، توقعت الشركة أن يصل إنتاج بيرميان إلى مليون برميل في اليوم بحلول العام 2024. كما تخطط "إكسون" لتسجيل عائدات من رقمين، في ظل صيانة سبع منصات حفر في أكبر منطقة صخرية بالولاياتالمتحدة، كما تهدف أيضًا إلى خفض الانبعاثات بنسبة 50 ٪ من عملياتها في حوض بيرميان بحلول العام 2025 مقابل مستويات عام 2016. وتشغل "إكسون" ثماني حفارات نشطة في حوض بيرميان، حيث انخفضت من 57 حفارة قبل عام. وتدير "إكسون موبيل" مع شركائها "هيس كورب" و"سنوك" أيضًا مجمع "ستابروك" البحري في جويانا. وأنتجت هذه الكتلة أول برميل في البلاد في ديسمبر 2019. وحققت شركة "ستابروك"، ذروة إنتاج المرحلة الأولى عند 120 ألف برميل يوميًا في الربع الأخير من العام الماضي. وتعمل الشراكة على مشروعين إضافيين في المنطقة من المتوقع أن يبدأ الإنتاج في عامي 2022 و2024. وسوف تستخدم خمس سفن عائمة، وبإنتاج وتخزين وتفريغ بسعة فردية تبلغ 220 ألف برميل في اليوم، مع خيار إضافتها من سبع إلى عشر وحدات.