لم تكن شركة "إكسون موبيل" منافسة شركة أرامكو السعودية في إنتاج وبيع النفط الخام والغاز، بمنأى من تداعيات أزمة كورونا التي أتت على مجمل أعمال الشركة النفطية ولا سيما مشروعات المنبع للاستكشاف والإنتاج للبترول في ظل فقدانها لأهم ميزة في صناعة النفط التي ينفرد بها أكبر منتج ومصدر مستقل للنفط الخام والغاز في العالم، شركة أرامكو السعودية المتمثلة في التكلفة الأقل في إنتاج البرميل حيث بلغ متوسط تكاليف الإنتاج اللاحقة لأعمال الحفر في قطاع التنقيب والإنتاج 10,6 ريالات /2,8 دولار، لكل برميل مكافئ نفطي منتج، فيما يبلغ متوسط النفقات الرأسمالية في قطاع التنقيب والإنتاج 17,5 ريالا/ 4,7 دولارات لكل برميل من المكافئ النفطي المنتج. وقالت أكسون إنها تتوقع خفض إنتاج المنبع العالمي بنسبة 10 % أو 400 ألف برميل يومياً من المكافئ النفطي في الربع الثاني من خلال عمليات الإغلاق والتقليص استجابة لانهيار أسعار النفط وتراجع الطلب العالمي. وقال الرئيس التنفيذي دارين وودز إن إنتاج برميان من النفط والغاز الطبيعي سينخفض بنحو 100 ألف برميل في اليوم في الربع الثاني، أو 28 %، من 352 ألف برميل في اليوم في الربع الأول، مع إغلاقات شركة إكسون الأخيرة وتعهدها بالحفاظ على معدلات أعلى لتدفق الآبار عندما تتعافى الأسعار. وقال وودز للمحللين خلال مكالمة إعلان الأرباح "الكثير من هذه الآبار التي كانت في بداية حياتها أو بدأت للتو، تحصل على معدلات إنتاج عالية للغاية ومن الأفضل أن نؤجل معدل الإنتاج المرتفع إلى فترة ذات أسعار أفضل". في الوقت نفسه، قال وودز إن شركة إكسون موبيل تعمل على خفض تكاليف الحفر في منطقة برميان بحيث يمكن أن يظل إنتاجها المتبقي قادرًا على المنافسة خلال أسعار منخفضة ممتدة. وقال "التحدي الذي نواجهه اليوم هو توقف الاستثمار الذي نقوم به في ظل الجانحة". ولفت وودز لعدد منصات الحفر التابعة لشركة إكسون موبيل الذي سيتم خفضه بنسبة 75 % إلى 15 منصة بحلول نهاية العام. ومن شأن إغلاق إكسون موبيل أن يعزز تخفيضات الإنتاج المعلنة للقطاع بأكمله إلى 3.8 ملايين برميل في اليوم استجابة لأسعار النفط المنخفضة للغاية مع وصول مرافق التخزين إلى حدودها القصوى. وكان إنتاج شركة إكسون للنفط والغاز الطبيعي في الربع الأول ثابتًا عن الربع الرابع السابق له عند 4 ملايين برميل في اليوم، على الرغم من زيادة أحجام برميان بنسبة 20 %. وقال وودز إن غيانا لا تزال "جزءًا لا يتجزأ" من خطة النمو طويلة المدى لشركة إكسون موبيل، لكن المشروع تأخر لمدة ستة أشهر إلى عام تقريبًا نتيجة عدم اليقين في الانتخابات في البلاد وتحديات الأطقم الدورية لمنع انتشار الفيروس. وقال إن ذلك سيدفع بهدف إنتاج 750 ألف برميل يوميا من 2025 إلى 2026. وبلغ معدل إنتاج المصافي العالمية في الربع الأول ثابتًا بشكل أساسي على أساس فصلي عند 4.1 ملايين برميل في اليوم، مع تباطؤ التباطؤ في الولاياتالمتحدة وأوروبا بسبب زيادة إنتاجية طفيفة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وتتوقع الشركة استمرار الضغط على هوامش التكرير في الربع الثاني، مع الصيانة المجدولة للربع القادم بما يتماشى مع الربع الأول. وأعلنت إكسون موبيل عن خسارة في الربع الأول بلغت 610 ملايين دولار، حيث أجبرتها الأسعار المنخفضة بشكل حاد على تخفيض الأصول بمقدار 2.9 مليار دولار. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت شركة إكسون موبيل أنها ستخفض إنفاقها الرأسمالي لعام 2020 بمقدار 10 مليارات دولار، نحو 30 %، إلى 23 مليار دولار. ومن المتوقع إجراء أكبر تخفيضات في حوض بيرميان، حيث تعد إكسون موبيل أكثر الحفارين نشاطًا. وحاول وودز تجسيد نغمة متفائلة بشأن المستقبل الطويل الأجل لقطاع الوقود الأحفوري على الرغم من الضربة التي تلقاها من عمليات إغلاق جبرية لتجنب الفيروسات التاجية. وقال إن الطلب العالمي على الطاقة لا يزال من المتوقع أن ينمو بنسبة 20 % بحلول العام 2040، مع تلبية أكثر من النصف للنفط والغاز الطبيعي. وتتوقع إكسون أن ينكمش الطلب العالمي على النفط في 2020 بما يتراوح بين 4 ملايين و12 مليون برميل في اليوم، على الأرجح في نهاية النطاق المرتفع. وأفاد وودز إن التخفيضات الطوعية التي قطعتها أوبك بنحو 10 ملايين برميل يوميا والتي دخلت حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضية لن تكون كافية لتعويض الخسائر في الطلب. وأضاف "خلاصة القول هنا هو أنه سيكون صيفًا شديد الصعوبة، مع سوق سيئة على الإطلاق مع انتقالنا إلى النصف الأخير من العام". وزاد بقوله "آمل أن نفاجئ بالقضاء على التام على الجانح والتشافي السريع، الذي لم نستبعده، خاصة بالنظر إلى تجربة أعمالنا في الصين". وتأثر سوق الغاز الطبيعي الأميركي بالرياح المعاكسة من سوق البترول العالمي حيث تم تحديد أسعار الغاز الطبيعي في الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة من خلال ديناميكيات العرض والطلب المحلية. ومع ذلك، مع ارتفاع إنتاج الغاز المصاحب في أحواض غزيرة مثل بيرميان وبناء قدرة تصدير كبيرة للغاز الطبيعي المسال، فإن سوق الغاز الطبيعي في الولاياتالمتحدة تشهد تعرضًا غير مسبوق لديناميكيات السوق العالمية.