أكد كبير المستشارين في شؤون الطاقة المدير التنفيذي لمجموعة هيئة الطاقة في الولاياتالمتحدة البروفيسور هيرمان فرانسن،"أن السعودية من الدول التي تسهم في إسعاف العالم بالنفط خلال الأزمات، ومنها الأوضاع الأخيرة التي تحدث في المنطقة". وقال فرانسن خلال محاضرة ألقاها في مؤسسة الملك فيصل الخيرية أمس، إن"أسعار النفط العام الماضي لم تتجاوز 90 دولاراً للبرميل، وكانت ثابتة عند هذا الحد، ولكن مع بدء الاضطرابات السياسية في مصر، ارتفع سعر البرميل ليصل إلى 95 دولاراً، ومع تطور الأحداث ارتفع سعر البرميل إلى 100 دولار". وأضاف الخبير الدولي، أن سعر البرميل زاد 26 دولاراً منذ شهر كانون الأول ديسمبر وحتى الآن، موضحاً أن هناك زيادة في الإمدادت النفطية تصل إلى مليون برميل يومياً، معتبراً أن الأزمات في منطقة الشرق الأوسط أسهمت في رفع الأسعار والمضاربات في الأسواق العالمية. ورأى فرانسن أن وصول أسعار النفط إلى 100 دولار يعتبر تجاوزاً للسعر الحقيقي، مشيراً إلى أن ليبيا كانت تنتج ما بين 1.5 و1.7 مليون برميل يومياً، ومع بدء التظاهرات فيها تقلص حجم الإنتاج بنحو 50 في المئة، وايطاليا من أكثر الدول التي تستورد النفط من ليبيا، وهي ستتأثر بشكل أكبر. وزاد:"السعودية ستزيد إنتاجها اليومي بواقع مليون برميل يومياً، وهذا يساعد الدول وينقذها من الأزمة"، مضيفاً أن المضاربين في أسواق النفط يتوقعون ارتفاع النفط الى أكثر من 100 دولا، مشيراً إلى أنه متفائل على المستوى الشخصي حتى لو توقفت ليبيا عن الإنتاج، موضحاً أنه من المستحيل التأكد من المستقبل، وكل ما يقال توقعات وافتراضات. وحول الأوضاع في العراق، قال إن"الحكومة العراقية لو كانت قوية لأنتجت 6 ملايين برميل يومياً، وهذا العدد سيساعد في خفض الأسعار"، موضحاً أن هناك محاولات لتطوير وقود سائل لإحلاله مكان الوقود الحجري، لأن النفط محدود وسينفد، ولا بد من إيجاد بدائل تقوم بتشغيل وسائل النقل. ولفت إلى أن الصين تعتبر من أكبر الدول التي تستهلك الكثير من الطاقة الكهربائية والسائلة، إذ تستهلك 4 ملايين برميل يومياً، ويتوقع أن يزيد طلبها، ومعظم الطلب على الطاقة يأتي من آسيا، لافتاً إلى أن تصنيع السيارات سيتضاعف خلال السنوات المقبلة، وهذا يتطلب زيادة إنتاج النفط، وفي عام 2020 أو 2025 يتوقع حدوث تحول في الولاياتالمتحدة الى الوقود غير التقليدي في صناعة السيارات، وفي عام 2030 سيتم إنتاج وقود غير تقليدي، كما أن الوقود الأخير يحتاج الى الكثير من التطوير، وتكاليف مادية عالية مقارنة بالوقود التقليدي. وذكر فرانسن أنه سيتم إنتاج ما يقارب من مليون سيارة تعمل بالطاقة الكهربائية عام 2020. وزاد قائلاً:"الطلب على نفط أوبك سيرتفع، وتوقع أن تسيطر أوبك على إمدادات الطاقة خلال ال20 سنة المقبلة، في حين ان اوروبا تسعى لإنتاج سيارات صديقة للبيئة". وتوقع أن يبلغ إنتاج السعودية العام الحالي 11.5 مليون برميل يومياً، موضحاً أن الطلب في السعودية على الوقود السائل ينمو بنحو 6 في المئة خلال السنوات العشر الأخيرة. ورداً على سؤال أحد الحضور، قال فرانسن إن الجمعيات الاستشارية في الولاياتالمتحدة ليس لها تأثير في صانعي القرار، ولكن هناك محاولات للانتقال من الوقود الأحفوري الى السائل، موضحاً أن الوقود رخيص في أميركا مقارنة بأوروبا، وتوقع أن تستهلك الولاياتالمتحدة بحلول 2035 نحو 20 مليون برميل يومياً من النفط الخارجي، وأوروبا 10 ملايين برميل ومثلها للصين. وأعرب عن اعتقاده بأنه غير واثق من توقعات وكالة الطاقة الدولية وغيرها حيال النفط، مشيراً إلى أن احتياط السعودية النفطي يصل إلى 264 بليون برميل، وتقترح المملكة أن تغطي العجز الحاصل في إمدادات النفط حالياً، وترفع الإمدادات للحؤول دون زيادة الأسعار.