قاع حظوظا أو نقرة حظوظا تقع بين طبرجل والقريات بالقرب من العيساوية بطول نحو 40 كلم وعرض 15 كلم تقريبا، ويتوسطها هضاب بركانية أشهرها جبل "قدير الذهب". وتمتاز حظوظا بصعوبة العبور؛ بسبب أنها سبخة تغور فيها أرجل من يحاول عبورها وخصوصاً بعد الأمطار، ولأنها أرض سبخة تبقى فيها المياه عدة أشهر، وتعد مضرب مثل للنهاية السيئة، والدعاء بعدم العودة والهلاك؛ نظراً لصعوبة عبورها، وقد كثرت الأساطير حولها حتى قيل إن بعض أجزائها يبتلع من يسير عليها من بشر وحيوانات. وقيل في الأمثال الشعبية "طست حربي وأحصانه" ويقال إن حربي اسم لفارس معروف في قومه.. غرق في "مستنقع حظوظا". وتحدث عنها عدد من الرحالة والباحثين، وقد ذكرتها الرحالة الإنجليزية الليدي آن بلنت وزوجها ويلفريد، الذي رافقها في رحلتها إلى نجد، حيث توجهت إلى الجوف عبر وادي السرحان في طريقها إلى حائل، حيث قالت: "اليوم هو 31 ديسمبر من العام 1879م، يوم طويل آخر من السير، وها نحن في نهاية العام في مكان من أكثر أماكن العالم إقفاراً "بطن وادي السرحان"، كان البرد شديداً جداً ليلة أمس لدرجة أن جميع "الجراد" ميت، إنه طريح في كل مكان تأكله طيور الصحراء والقمبرات والأبالق. انحدرنا مرة أخرى إلى القرار الرئيس لوادي السرحان، وهو هنا مغطى بأعذاق من اليهق وأعشاب أخرى، وكلها مالحة المذاق، والتربة سهلة التفتيت وغير مكينة وبيضاء في أماكن بفعل ملح البارود "نترات البوتاسا"، ويصرح الدليل عواد الشراري بوجود رمال متحركة "نقرة حظوظا" وهي "هاوية" في مكان مجاور حيث يغوص "تبتلع" أي شيء يمر عليها ويختفي من دون أن يترك أي أثر "رجال - جمال - غزلان" غير أننا لم نر شيئاً من هذا". ونقرة حظوظا عبارة عن سبخة تتجمع فيها مياه سيول شعاب وأودية كبيرة تقع قرب محافظة طبرجل. من يجشم البحر والبوصي مركبه إلى حضوضا فبئس المركب التمسا وذكر حظوظا الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- في كتابه "المعجم الجغرافي للبلاد السعودية" وقال: إنه يكثر استعمال هذا الاسم في الدعوة على عدو بأن يقع في مهلكة. وذكر الباحث سليمان الأفنس أنه حاول الوصول إلى جبل قدير الذهب ثلاث مرات، كللت الأخيرة منها بالنجاح بعد محاولتين فاشلتين. وجاء ذكر حظوظا في الشعر ضمن قصيدة نمر بن عدوان مخاطباً جديع بن قبلان: يا جديع بن قبلان خان الدهر بي خانت لياليها مع أيامها بي كل الليالي مذعناتٍ بحر بي وطير القرى يا ستر موضي عثابي دلي علي بمخلبه ثم شهر بي يم الثريا والكواكب رقابي وفي مثل سلك العنكبوت انحدر بي لما على نقرة حظوظاً رما بي حدني على شوكٍ وقطمٍ بدربي وتدلقست ظلماي والنور غابي وجاء ذكرها في الشعر الفصيح: الحمد لله نجاني وخلصني من ابن جهراء والبوصي قد جلسا من يجشم البحر والبوصي مركبه إلى حضوضا فبئس المركب التمسا حمد الحاسر سليمان الأفنس علي الموسى