لماذا تم إخلاء (3) قرى في القريات بمنطقة الجوف (باير والوادي والعقيلة) وإيواء (140) أسرة بسبب الأمطار التي هطلت هذا الأسبوع على شمال السعودية، الإخلاءات تحدث دائما في مدن العالم بسبب الأمطار والأعاصير والزوابع وانهيار التربة وثورات البراكين، لكن الملفت في منطقة الجوف أن وادي السرحان ليس من الأودية التقليدية في مجراه وفِي سطحه واتجاهه، فلا هو وادٍ أخدودي له حافات ولا هو سطحي واضح المعالم بل منخفض وحوض كبير جدا تغمره مياه المرتفعات من حوله بشكل سريع. وهنا لابد من معرفة البيئة الجغرافية لوادي السرحان الواقع في الأطراف الشمالية الغربية من الجوف، فهو ليس مجرى وادٍ كما يفهم من اسمه وادي السرحان إنما منخفض وحوض واسع حيث يبدأ وادي السرحان من أبوعجرم غرب دومة الجندل ويتجه شمال غرب حتى يدخل المملكة الأردنية، ينحسر وادي السرحان مابين حرة الحرة شرقا وبين مرتفعات الصوان - في الأردن - من الغرب، ينتشر في مجراه منخفضات كبيرة جدا على شكل مجمعات مائية، وسبخات واسعة جدا أهمها سبخة (نقرة) حضوضاء والتي تعد أكبر سبخات السعودية تبلغ مساحتها (540) كيلومتر مربع، ويرفد الوادي عشرات المجاري المائية المنحدرة من حرة الحرة من الشرق ومن مرتفعات الصوان - الأردن - من الغرب، ومن أكبر الأودية التي ترفده من الغرب من الصوان وادي : حصيدة الذي يخترق مدينة القريات، ووادي باير ووادي صديع من الأردن. ينتشر على وادي السرحان من الضفة الغربية داخل السعودية عشرات المدن والتجمعات السكانية منها : طبرجل، العيسوية، قليب خضير، الناصفة، غطي، القريات، الواقعة على مجاري الأودية من صوان الأردن شديدة الانحدار وقصيرة المجاري لذا يكون وقعها أكثر تأثيرا .تنحدر من حرة الحرة من الشرق مجموعة من روافد وادي السرحان منها: وادي الأعيلي، وأبو سليلات، وأم الدسم. ونتيجة لهذه التركيبة الطبوغرافية المعقدة ويقابلها الإنشاءات البشرية منها : المدن والطرق وسكك الحديد والمزارع أدت إلى حجز مجاري المياه مما جعل جريان الوادي وروافده تدميرية.