انتصر النصر بقيادة الفتى البرازيلي بيتروس ورفاقه وحققوا نقاط «الديربي» كاملة في محاولة جادة من أصحاب القمصان الصفراء للتقدم في سلم ترتيب الدوري والابتعاد عن مناطق الخطر التي كان الفريق قريبًا منها حيث لم يفصل بينه وبين صاحب المركز (14) قبل خوض النزال إلا (6) نقاط..! الانتصار النصراوي المهم والتاريخي والذي حدث في وقته وكما تمنت جماهيره له أبعاده المعنوية والنفسية التي من المؤكد أن انعكاساتها ستكون إيجابية للفريق وجهازه الفني والإداري خلال المرحلة القادمة التي تتطلب الكثير من العمل الإداري والجهد الفني وعدم الركون لنتيجة الديربي كإبرة مخدرة حتمًا سينتهي مفعولها مع انطلاقة صافرة لقاء الغد أمام أبها.. فالنتيجة الرائعة التي خرج بها الفريق على ملعبه من أمام منافسه التاريخي الهلال يجب ألا تخفي العيوب الكبيرة والقصور الفني الحاد الذي يعتري الفريق والذي أجبر مدربه الكرواتي آلن هورفات للعب بشكل دفاعي مبالغ فيه حماية لمرماه واعتمادًا على الكرات المرتدة على طريقة لعل وعسى وهو ما تحقق خلال اللقاء الذي شهد سيطرة «زرقاء» مطلقة على أرجاء ملعب النصر رغم هبوط مستويات أغلب نجومه وعناصره! هذه المنهجية التي انتهجها هورفات ومساعدوه قد تنجح في مواجهة واحدة كما حدثت بالأمس أمام الهلال لكن حتمًا لن يستمر نجاحها فيما تبقى من مواجهات قادمة سواء على الصعيد المحلي أو المشاركة القارية التي تحتاج لاستعداد نفسي وبدني مختلف جدًا عما نشاهد النصر عليه حاليًا ومن يقول إن النصر عاد وتعافى لمجرد انتصار عابر فهو «حالم»! فخارطة الفريق فنيًا بحاجة للكثير من العمل والاستعداد خاصة خط الهجوم الذي يعاني من نقص حاد وشديد وهذا ما جعل لاعب بحجم عبدالرزاق حمدالله يتمرد كثيرًا على الفريق لإيمانه التام بأن الفريق لا يستطيع السير من دونه حتى ولو انتصر في غيابه كما حدث في لقاءات سابقة ستجبر الظروف المدرب للعودة لاشراكه أساسيًا والاعتماد عليه لعدم وجود المنافس له على الخانة رغم الاجتهادات الجيدة من الغامدي رائد والتي لا تصل لما يمتلكه حمدالله من قدرات وموهبة في التسجيل، صناعة اللعب في الفريق أيضًا تعاني من ضعف وقصور ولم يستطع الأرجنتيني بيتي مارتنيز رغم موهبته إثراء هذه الخانة فخلال (20) لقاء لعبه بالدوري لم يستطع تمرير إلا أربع تمريرات حاسمة كرقم ضعيف مقارنة بما يمتلكه من إمكانات كبيرة، وخط الدفاع بحاجة لإعادة النظر بعد أن تلقت شباك الفريق خلال (20) لقاءً في الدوري (26) هدفًا كرقم كبير على فريق يبحث عن البطولات الكبرى كبطولة الدوري ودوري أبطال آسيا! انخفاض مستوى الفريق ونتائجه وأرقامه في الصناعة والتهديف والمحافظة على الشباك خلال ما مضى من مسابقة الدوري هي مؤشرات جادة على ضعف العمل الفني بالفريق وعلى عدم قدرته على الارتقاء بنتائجه وأن القادم لن يكون أسهل مما مضى في ظل الاستحقاقات القادمة للفريق والتي يأتي في مقدمتها حلم كل النصراويين «دوري أبطال آسيا» والتي بحاجة لعمل كبير يسبقه معرفة الخلل والبدء في علاجه بعيدًا عن براري الثمامة ومنح الإجازات المتكررة التي أثبتت اللقاءات السابقة ضررها على عناصر الفريق أكثر من نفعها.