رازفان لوشيسكو حكاية بطل سطّرها التاريخ برفقة فريقه، وحقق المعجزة في ظرف موسم واحد بتحقيقه الثلاثية في وقتٍ كان به الكثير من الأحداث والأزمات، عند قوله: «سأجعلكم فخورين بهذا الفريق» لم يكن كلاماً يمحوه الزمن بل كان فعلاً يتباهى به كل من ينتمي إلى هذا الفريق، عند قدومه منذ أول يوم عمل باجتهاد وتقرّب من الجميع إلى أن أصبح الأب الروحي للاعبين، وكان دائماً ما يعمل على التحفيز النفسي قبل الجسدي، ورأينا ذلك عدة مرات، ولكن في الموسم الحالي قلّ العطاء من رازفان واعتمد قناعات غير مبررة وكان نتاجها إقالة، كانت هي لحظة مؤثرة للاعبين وكان ذرف الدموع هو التعبير المناسب للامتنان للمدرب على ما قدّمه للفريق والجمهور، ومن جهته رازفان لم يكن مدربا بقدر ما كان الأب والأستاذ وصانع التاريخ مع هذا الفريق، ولكن للأسف لم يحالفه التوفيق للاستمرار في كتابة الإنجازات مع النادي فكان في قراراته الكثير من البدائية غير المفهومة وكان الحل الأنسب هو إقالته لتجديد الدماء، على الرغم من أن القرار تأخر كثيراً. من دون أدنى شك هو لا يتحمل المسؤولية بمفرده، فكان هناك هبوط كبير في مستوى اللاعبين الأجانب والمحليين، وناهيك عن ظروف الإصابات التي تكتسح الفريق من حينٍ لآخر وعدم تدعيم الفريق بلاعبين يعوّضون ما هو ناقص وزد على ذلك في الجانب الآخر الرئيس فهد بن نافل كان له النصيب الأكبر في هذه العائقة، وكان من المفترض تدخّل فوري منه لعدم الاستمرار في التفريط بالنقاط التي بات ممّلاً بشكلٍ مخيف، الهلال يعاني هجومياً بطريقة أشبه ما تكون عقيمة وعدم وجود حل لهذه المشكلة يوّضح لنا أن هناك ضعفا في اتخاذ القرار من قبل الإدارة، وهذا لم نعهده من جميع رؤساء الهلال السابقين، فقد فشلوا في عدّة أمور وعلى رأسها الانتظار حتى خسارة العديد من النقاط ليتم إقالة المدرب، ومن جهة أخرى عدم إنقاذ المجموعة بمهاجم يريحهم من عبث غوميز، نترّقب التصحيح لما سبق من أخطاء مع المدرب الجديد فنحن نريد هلالاً من الماضي، لا نريد أن نشاهد هلالاً يضاهي محطّة عبور لتزويد النقاط للفرق الأخرى. بدر باقازي - الرياض