(الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية). هذه المقولة الشهيرة لصاحبها أحمد لطفي هي ما استدل عليها الكثير عند اختلافهم في نقاش ما أو في فكرة كانت هي محور أساسي في اجتماعهم، حيث إن الاختلاف شيء طبيعي وسنة كونية فطر الله الإنسان عليها وهو حكمة (ولو شاء ربُك لجعل الناس أُمة واحِدة ولا يزالون مُختلفين). والاختلاف وارد في كل أمر ولكن ما نركز عليه عادةً ثقافة احترام الاختلاف سوا كان رأيا أو فكرة أو معتقدا ما دام لا يعود بضرر وتأثير سلبي على أحد، فلماذا نستصعب تقبل اختلافاتنا الثقافية اختلافاتنا العرقية والفكرية، كونك تعيش ضمن جماعة ما فإنك قد تتفق أحياناً وتختلف كثيراً والأغلب على المرء أن يكون مضطراً إلى الانصياع خلف ما يأمرون ويخططون تحت فكر واحد دون رحمة واحترام لاختلافك ولو بأبسط الأشياء كاختلاف ذوقك، عملك، نمط معيشتك، ومبادئك وغيرها. إن الشخص المختلف عن ما هو مُعتاد ومتوارث يواجه صعوبة في تقبل الأطراف المحيطة به، يشعر بالخطأ وهو ليس أهلاً لذلك وبسبب الشعور الذي يراه في أعين من حوله، وكلماتهم التي لا تتوقف عن الانتقاد والتجريح، نجد أرقى العقول وأكثر الشخصيات اتزاناً هي من ترى الاختلاف وسيلة للتعرف على منطق جديد عالم آخر بداخله حياة تستحق أن تؤخذ بجديه آراء وأفكار ومبادئ نستمد منها موروثاً ثقافياً ومخزوناً فكرياً. كل إنسان يحمل بداخله فكرا ومعتقدا يرى الحياة من نظرته الخاصة، نختلف في الأحلام والطموحات في الرغبات وقبل ذلك خلقنا الله سبحانه وتعالى بأقدار وأشكال وأرزاق مختلفة، فالاختلاف هو لمعة وأصالة البشر والأشياء التي نستعين بها في حياتنا، فلا تقام حياة مثالية ما لم يكن هناك اختلاف، الأمر وجُل الأمر ليس في نقطة اختلافاتنا بحد ذاتها إنما في تقبل ذلك؛ تقبل الأقدار المختلفة لأخوين يعيشان معاً تقبل أن لا يكون الجميع بنفس النسخة تفكيراً وأهدافاً وطموحاً. إن أسوأ ما قد يشعر به المرء هو الاختلاف المنبوذ أن لا يتقبل ويحترم أحد الاختلاف معه وما أصغر العقول حينها... عندما ترفض مختلفاً عنك لأنه لا يتماشى مع رسومك وأهواك، رحم الله الشافعي حين قال «قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول المخالف خطأ يحتمل الصواب».