تنفرد الطائف بالعديد من الفنون التي جعلتها في مقدمة المدن ذات الطابع المميز كيف لا وقد أنجبت العديد من الفنانين العملاقة مثل الفنان طارق عبدالحكيم، وطلال المداح، وعبدالله محمد، وابتسام لطفي، وتواكب هذا مع تميزها بالعديد من الفنون الشعبية التي ارتبطت ارتباطاً كلياً بالشعراء. من تلك الفكرة المتجذرة في التاريخ، يقول الكاتب والمؤرخ حماد السالمي: "إن الطائف كانت رائدة في الفن الموسيقي والطرب، كما هي منذ نشأتها وبيئتها الملهمة شعرياً وفنياً، حيث برز فيها الموسيقار طارق عبدالحكيم، وطلال مداح، وعبدالله محمد، وعبدالله مرشدي، وابتسام لطفي، وتوحة، وغيرهم، كما كانت وما زالت رائدة في الفنون الشعبية وخاصة المجرور، والحدري، وحيوما، والقصيمي، والمراد، وهي فنون خاصة بالطائف". وأبان السالمي أنه منذ القدم والفنون الطربية والشعبية تقدم الطائف وتشهرها، وهي الصوت الإعلامي الأول الذي واكب تميز الطائف سياحياً، لكن الملاحظ خفوت فنون الطائف ومشاهير الفن فيها -يعد ظاهر في أكثر من مدينة- وهذا عائد لعدة أسباب: أولها: رحيل الكبار من عمالقة شعراء الأغنية والمغنين والملحنين، وثانياً: الحرب الشعواء التي شنتها الصحوة الظلامية على الفنون بشكل عام طيلة أربعة عقود، وثالثها: ما طرأ على الساحة من محتوى رقمي هائل عبر الشبكة العنكبوتية، خلط الأوراق وخلط الغث بالسمين وساوى بين الجيد والرديء، مبيناً أنه مع كل ذلك فإن الطائف سوف تستعيد أمجادها الفنية الطربية والموسيقية بعد أن نشط هذا الجانب في جمعيات الثقافة والفنون، وبعد أن رخصت وزارة الثقافة لمدارس ومعاهد تعليم الموسيقى. وختم حديثه "إنه ما زال على الساحة تلاميذ لطارق وطلال وقبلهما الشريف هاشم العبدلي المغني الذي عرفته الطائف قبل أكثر من مئة عام". بينما قال أ. فيصل الخديدي مدير "فنون الطائف": "إن الطائف حاضرة وعريقة بفنونها في كل وقت، وكل جيل في الطائف ينبض بفنونه بمختلف الأشكال والألوان، فالفنون حاضرة عبر منصات مختلفة من سوق عكاظ إلى المؤسسات الثقافية والفنية وصولاً إلى المؤسسات الخاصة والمقاهي والأماكن العامة، فالطائف معروفة ولا زالت مدينة تنبض بالفن والجمال، وإن غضت الطرف عنه أعين الإعلام، فالفن حاضر ولم يفقد وهجه في الطائف"، وأشار الخديدي إلى أن الفن حاجة إنسانية تولد مع الإنسان ويعيشها بكل تفاصيلها، والفن في الطائف موجود منذ الأزل ولا ينحصر على اسم مؤسس له أو مبتكر. وقال: "لا توجد أسماء محددة للريادة في الفنون بالطائف، فكل جنس من أجناس الفنون في الطائف له رواده ومريدوه وممارسوه، ومن الظلم حصرها في أسماء محددة وتجاهل البقية". من جانبه قال الفنان طلال سليمان الطائفي: "إننا إذا أردنا أن نصل إلى نقطة بداية لتدوين الفن الموسيقي والغناء الحديث في مدينة الطائف، فلا بد لنا أن نعود إلى الربع الأول من القرن الهجري الماضي، حيث أساسات الغناء الحديث آنذاك، وكذلك ينبغي أيضاً المرور في جغرافية المحيطة بالطائف من حواضر لها كبير الأثر فيها ومنتدياتها وفنانيها -مبيناً أنه يقصد مدن الحجاز الكبرى-". وأشار بقوله: "لنبدأ بالجانب التاريخي، حيث أصحبنا في هذه الحقبة التي تابعت ماقبلها بكل وعي وإتقان وإبداع الفنان الشريف هاشم العبدلي -رحمه الله- وهو بلا جدال محدث الأغنية الحجازية، وأيضاً معاصر للرعيل الأول في الحجاز ومصر وإسطنبول، كما أنه طبع أسطوانات في الكويت والبحرين، وخرج بالأغنية إلى القاهرة فأسمع وأطرب وسمع وأفاد واستفاد"، مبيناً أنه كانت هناك حتمية المحاكاة والتقليد فظهر من مدرسته أو قريباً منها في جدة: على سبيل المثال سعيد زقزوق، وعباس مختار، وفي مكة: حسن جاوا واسمه حسن باجنيد، وحسن لبني، وسعيد أبو خشبة، وصالح حلواني، وفي الطائف: ابن ردهان، وسليمان سحرة، والكردوس، وغيرهم. وقال: "إن هذا الجوار الجغرافي الاجتماعي، نظراً لترابط هذه المدن بالطائف حيث تجتمع أكثر من أربعة أشهر في العام بفترة الصيف، ومنتصف العقد السابع الهجري من القرن الماضي بداية إنتاج الجيل الثاني من المرحلة الأغنية، ممثلة في مجموعة فنانين من الطائف يتقدمهم الفنان طارق عبدالحكيم وأبو حميدي ومبروك القريني، وفي مكة أبو حميدي واسمه فهد وقد ذكر مع صحبته مشاهير الطائف آنذاك لأنه كان شبه مقيم، ومن مكة طلال مداح وجميل محمود وفؤاد زكريا وعبدالله نجار وحسين فقيه وداود هارون، ومن جدة حسن عبدالرحيم وفوزي محسون ومحمد عبده وغازي علي وسراج عمر وعمر باعشن وعلي باعشن ومحمود حلواني ومحمد علي سندي وهو مكاوي جداوي والكثير من الفنانين، ومن المدينةالمنورة عبدالعزيز شحاته وتبع ذلك ظهور أبو سعود الحمادي وعبدالله السلوم وسعد إبراهيم وعودة العودة في الرياض، حيث ازدهرت الحركة الغنائية الموسيقية، وأعطت دافعاً للتنويع. من جانب آخر أوضح الفنان محمد بصفر، أن فن الطائف يعد امتداداً بين مكةوالطائف، حيث يأتي المصطافون إلى الطائف ويأتون بفنهم ويحضرون مع أهل المدينة ويتناقلون هذه الثقافة، وقال: "يوجد العديد من الفنانين من الطائف وكذلك عازفو العود الذين يقرب عددهم من 15 أو 20، وأما الفنانون فيتقدمهم طارق عبدالحكيم وعبدالله محمد وعبدالله مرشدي ويوسف محمد وعلي شيخ وكمال قاضي ومسفر القثامي ومعتوق يحيى ومحمد كردي وعثمان زيني وأحمد بن ردهان وأسعد حربي وجارالله السواط ومبروك القريني وعبدالله بصراوي وفرج المبروك وخالد سجى وعبدالله فقيه ومحمد سراج وسمير شامي وصالح مدني وغيرهم الكثير من الفنانين". "وكذلك من عازفي العود عبدالله مهدي وحمد سليم وعبدالله الحصيني ومحمد سليم وسليمان سليم وصالح سليم وطراد سليم وعمر شلاح ونجيب سراج وأحمد العيسى وعلي غالب ونبيل سجى وزهير مغني وغيرهم"، وقال: "إن من الكتاب محمد طلعت وإبراهيم سراج ويوسف رجب وخالد إسماعيل ومشعل الجعيد وغيرهم"، مبيناً أن عبدالرحمن حمدان من أوائل عازفي الكمان في الطائف. حماد السالمي: برحيل كبار الفن خفت نجمها فيصل الخديدي: الفنون حاضرة عبر منصات مختلفة طلال سليمان الطائفي: الطائف نقطة البداية والأساسيات محمد بصفر: المصطافون يأتون بثقافتهم ويرسخونها