لم يكن مفاجئًا بالنسبة لي ما حدث للهلال أمام الحزم مساء الخميس الماضي في أول مواجهات زعيم آسيا بعد العودة من رحلته القارية العالمية التي توجها بالحصول على لقب دوري أبطال آسيا وبالمركز الرابع في كأس العالم للأندية التي قدم خلالها الزعيم مستويات مشرفة نالت ثناء وإعجاب كل متابعي البطولة من عربٍ وعجم!. ما حدث للهلال أمام الحزم كان متوقعًا لعدة أسباب أهمها غياب عددٍ من العناصر المؤثرة بسبب الإصابة أو الاسترجاع أو الإيقاف وفي مقدمتهم البيروفي كاريلو، والدوليون سالم وسلمان والشهراني، إضافة إلى المدافع الأساسي البليهي، والبرازيلي متعدد الأدوار إدواردو، ومع الإجهاد الذي يعاني منه نجوم لم تتح لمدرب الفريق رزفان فرصة إراحتهم، وفي ظل البون الشاسع فنيًا بين الغائبين وبدلائهم كادش وباهبري والحافظ، وعدم قدرة لاعب أجنبي بحجم واسم السوري عمر خربين على استعادة مستواه وتأثيره لخدمة الفريق في هذا الوقت المهم، واستمرار ظهوره تائهًا في الملعب في كل مشاركاته مع الفريق هذا الموسم؛ وعدم إعطاء لوشيسكو الثقة مبكرًا للاعبين يستحقون الثقة ويملكون الشغف للعب وخدمة الفريق مثل الموهوب ذعار العتيبي على حساب لاعبين أثبتت السنوات أنهم لن يقدموا أكثر مما قدموا!. كل هذه العوامل مع الحالة الهلالية العامة - إداريًا وفنيًا وعناصريًا - المتخمة بمشاعر الفرح والانتصار بعد الإنجاز القاري الكبير ووهج المشاركة العالمية ساهمت في حالة الارتخاء وعدم الجدية؛ وهو ما أظهر الهلال بهذا الشكل الباهت أمام الحزم الذي هزم هذا الموسم النصر والاتحاد والأهلي، وكاد أن يلحق بهم الهلال!. إذا كانت إدارة الهلال قد اكتفت هذا الموسم بالإنجاز القاري وتحقيق الحلم الجماهيري الكبير فعليها أن تعلن ذلك للجماهير التي لا تكتفي، وإن كان لوشيسكو قد اكتفى بالهدف الأهم الذي قال إنه جاء ليحققه مع الهلال فربما توجب عليه أن يترك المهمة لمدرب جديد له أهداف وطموحات جديدة؛ وإن كان اللاعبون الذي ساهموا في تحقيق دوري أبطال آسيا يعتقدون أنَّ هذا اللقب سيشفع لهم عند الجماهير الهلالية بقية هذا الموسم، وأن ما تبقى منه سيكون مجرد إجازة للاسترخاء والاستمتاع بكرة القدم بعيدًا عن الضغوط فهم لا يعرفون جماهير الهلال جيدًا، وسيتفاجؤون بمدى قدرة هذه الجماهير على النسيان السريع حين تلحظ أن هناك من أصيب بحالة من التشبع وانتهاء الطموح وعدم الرغبة في تحقيق الانتصارات!. أمَّا إن كانت طموحات إدارة الهلال بقيادة بن نافل كما هي طموحات عشاقه لا سقف لها ولا حد - وأظنها كذلك -، وإن كان لوشيسكو يرى أن اللقب الآسيوي مجرد بداية لصنع تاريخ عظيم يفوق ما صنعه مواطناه يوردانيسكو وبلاتشي فعليهما أولًا وفورًا العمل على تجديد دماء الفريق وتنشيطه بعنصرين أجنبيين (فارقين) يساعدان كاريلو وغوميز وجانغ سو وإدواردو وكويلار على تحمل العبء وإكمال المسيرة فيما تبقى من هذا الموسم المرهق، أما المشروع الأهم الذي يجب العمل عليه من الآن وحتى يتحقق على أرض الواقع تخليص دكة الاحتياط من أي لاعب لا يستطيع أن يعوض غياب الأساسي حتى أمام فرق الوسط والمؤخرة!.