شعارنا الكيف وليس الكم.. وأغلقنا باب الأعذار الأندية المقتدرة لم تقم بدورها تجاة "اللعبة" نعوّل على أكاديمية تبوك.. ونراهن على أبطالنا نحتاج الدعم الإعلامي في الاستضافة العالمية لم يكن غريبا حصول الاتحاد السعودي لرفع الأثقال على شرف استضافة بطولة العالم للناشئين بمدينة جدة في شهر مارس القادم، عطفا على التجارب والخبرات التي اكتسبتها المملكة في استضافة الكثير من الفعاليات العالمية الضخمة، أضف إلى ذلك العلاقات الممتازة للاتحاد السعودي للعبة مع الدول المهتمة بهذه اللعبة، ما وفر أرضية جاذبة للاستضافة السعودية المنتظرة لهذه البطولة العالمية. لإلقاء الضوء على هذا الحدث العالمي والحراك الذي يشهده الاتحاد في كل جوانبه وأنشطته، خاصة بعد الإنجازات العالمية التي حققها رباعوه مؤخرا التقينا برئيس الاتحاد محمد الحربي. * بصفتكم لاعبا سابقا وحكما كذلك والآن رئيس للاتحاد، بماذا تعدون عشاق ومتابعي هذه اللعبة وأنتم مقبلون على استضافة فعالية عالمية؟ * بالطبع لا أستطيع أن أعد أحدا بشيء لأن ذلك في علم الغيب، لكن أعد نيابة عن كل منسوبي الاتحاد بالعمل الجاد والمخلص، وهو بالضرورة سيقودنا حتما للنجاح، فقط نحتاج للدعم الإعلامي والجماهيري لأنهما من عوامل النجاح لأي عمل وطني، خاصة الإعلام لأننا نعتبره الشريك الأساسي في أي نجاح، نحن في هذه البطولة نمثل الرياضة السعودية ونحتاج لمختلف أوجه الدعم. هنا في نهاية الأمر أن يعود الضيوف إلى بلادهم وهم يتحدثون عنا بكل محبة وامتنان وانبهار. * هل هناك لاعبون تراهنون عليهم لصنع الفارق في هذه البطولة؟ * نثق في كل لاعبينا المختارين للمشاركة في البطولة، بالتأكيد الخزينة عامرة، هناك لاعبين نعول عليهم بشكل أساسي وهذا أمر طبيعي، لكن من هنا وحتى انطلاق البطولة ربما تتغير الأسماء لذلك من الصعب تحديد أسماء. o بالنسبة للجماهير، ألا يزعجكم غيابهم عن البطولة المنتظرة؟ * كنا بالطبع نتمنى وجود الجماهير في هذه البطولة لأنها ملح المنافسات، لكن قدر الله ذلك، عموما نحن جاهزون لكل الاحتمالات. * دعنا ننتقل إلى جانب آخر.. لعبة الأثقال من الألعاب غير المنتشرة بشكل واسع مثل القدم والسلة والطائرة واليد وغيرها، من أين جاءك هذا الشغف باللعبة حتى وصلت إلى رئيس للاتحاد؟ * رياضة الأثقال من الرياضات العريقة جدا، من الرياضات الأولمبية التي أسست اللجنة الأولمبية الدولية، من أوائل الرياضات تواجدا في الأولمبياد، في فترة سابقة لم تكن معروفة على نطاق واسع في المملكة، لكنها الآن بدأت تأخذ حظها من الشهرة والاهتمام والمتابعة، أما بالنسبة لي فقد بدأ ارتباطي بها بمبادرة من الوالد فقد كان حريصا على أن ألتحق بأحد الأندية لتقوية جسمي من خلال الرياضة فوقع اختياري على الأثقال ومن ذلك الوقت وأنا مرتبط بها بعد أن وجدت نفسي عاشقا لها. o نادٍ خاص أم أحد الأندية المعروفة؟ * عبر نادي اليرموك، أتذكر أنني التحقت بالنادي، تفرجت على هذه اللعبة فاستهوتني فانخرطت في التدريبات مع اللاعبين، منذ ذلك اليوم لم أغادر محيط اللعبة أبدا. * عام كم كان ذلك؟ * كان ذلك أواخر عام 1406ه حيث بدأت هاويا وممارسا فقط، لكن تشجيع الوالد ودعم من كانوا معي شجعني على الاستمرار، بالفعل بدأت أحس بأنني أمارس شيئا أحبه، بعد مشاركاتي رسميا وتحقيقي للبطولات والإنجازات أصبحت الأثقال عشقي الأول والأخير. o بعد 10 سنوات بالضبط؟ * تقريبا 11 سنة عقب ذلك اتجهت للتحكيم وواصلت حتى حصلت على الشارة الدولية عام 2005، وأصبحت حكما دوليا رقم 1 على مستوى المملكة في الاتحاد الدولي، وتمتعت بعضوية عدد من اللجان في اللعبة على مستوى الاتحادين العربي والآسيوي، ومن ثم دخلت معترك الانتخابات في عام 2013. * في العام 1423ه؟ * نعم في هذا العام دخلت عضوية مجلس الإدارة وبعد ثلاث سنوات تم تعييني من قبل رئيس الهيئة العامة للرياضة الأسبق الأمير عبدالله بن مساعد رئيسا للاتحاد فترة سنة تقريبا، ثم جاءت الفترة من 2017 إلى 2018 وتواصل تكليفي، كانت فترة عمل جادة شهدت الكثير من التحولات، بدأنا وبجانبي فريق عمل ممتاز ومتجانس في دراسة كل المعوقات والمطلوبات للتجديد والتطوير وحقن العمل بدماء جديدة قادرة على الإبداع، لم تقصر الدولة ممثلة في الوزير الأمير عبدالعزيز بن تركي في دعم الاتحاد ومكافأة فريق العمل بشكل مجزٍ ومحفز، وهو الدعم الذي مثل لنا نقطة انطلاق جديدة نحو العمل والإجادة وتحقيق المزيد من الإنجازات. * هناك من يقول إن تدرجك من لاعب إلى حكم قبل أن تصبح رئيسا منحك ميزة معرفة ما يحتاجه اللاعب حتى ينجح، وخاصية فهم نفسيات اللاعبين، وحل مشاكلهم في هدوء ودون ضوضاء؟ * صحيح ما واجهته سابقا منحني ميزة فهم نفسيات اللاعبين والاقتراب منهم أكثر، وأن نعمل جميعا في بيئة عمل جيدة وصحية، هيأنا كل في مجاله الإداري والفني، ووفرنا مناخا جيدا للاعب لتصبح لديه أهداف وطموحات للوصول إلى المنصات العالمية. o طموحكم الخروج من المحلية للمنصات الدولية إذن؟ * بالتأكيد.. نعمل على مسارين الأول زيادة عدد الممارسين لهذه الرياضة وتوسيع دائرة تلك الممارسة لكافة أنحاء المملكة، والثاني هو مسار المنافسة الدولية، ورفع راية المملكة في كل المنصات الدولية، نحن عملنا وفق استراتيجية ثلاثية المشاركة ومن ثم المنافسة، ومن ثم الفوز، وحصد البطولات والميداليات. o عملتم بالتدريج؟ * نعم، لا بد من ذلك، وضعنا خطة عمل والتزمنا بها، اجتهدنا في توظيف الإمكانات والأموال الموجودة بأفضل ما يمكن، قللنا المعسكرات الطويلة لأنها تحتاج ميزانيات كبيرة وعملنا بمبدأ الكيف وليس الكم، ركزنا جيدا في اختيار الكوادر التدريبية المناسبة، وفي اختيار الأماكن التي تحقق لنا أجواء مناسبة للعمل وذلك حسب المنافسات التي سنخوضها وليس حسب المزاج، وكان نتيجة ذلك أن حققت كل المعسكرات التي أقمناها أغراضها. o معنى ذلك أنكم أقفلتم أبواب الأعذار أمام اللاعبين؟ * نعم لم يعد هناك أي عذر لأي أحد في عدم تحقيق إنجاز أو الوصول إلى هدف، إلا أن يريد الله غير ذلك. o لكن بالتأكيد هناك معوقات ما تعترض عملكم.. ما طبيعتها؟ * في رياضة رفع الأثقال تواجهنا مشكلة الاتجاه المعرفي لهذه الرياضة وسط المجتمع السعودي، أما الجزئية الأخرى فتتمثل في عدم وجود أماكن لممارسة هذه الرياضة، كما أن هناك قصورا من الأندية المقتدرة في دعم اللعبة والاهتمام بها، حتى الاهتمام بلاعب رفع الأثقال لأنه يحتاج إلى عناية خاصة عقب كل تمرين أو مشاركة، فاتحاد اللعبة هو من يتحمل التكاليف والعلاج وتوفير الكوادر الطبية. o يلاحظ أن المهتمين بكرة القدم يتسابقون لإنشاء أكاديميات لتفريخ المواهب.. أين أنتم من هذا التوجه؟ * لدينا أكاديمية لرفع الأثقال في تبوك تعمل مع القطاع الشمالي الغربي لتجهيز لاعبين لرفع الأثقال. o هذه خطوة جيدة.. لم أتوقع أن تكون هناك أكاديميات من هذا النوع؟ * هم ولله الحمد من فتحوا ذراعهم لنا، وقعنا معهم اتفاقية لإنشاء أكاديمية في المدينة العسكرية والحمد لله لاقت نجاحا كبيرا والتحق بها كثير من اللاعبين، ونأمل أن نشاهد العديد من الأبطال تفرخهم هذه الأكاديمية. o ألا تتوقع وجود أشخاص في حماس الوالد يمكن أن يتولوا إن شاء الله تلك الأكاديميات؟ * هناك من يحملون هذه الفكرة ويتمنون تنزيلها على الأرض، لكن تنقصهم المادة، الآن نحن نعول على برنامج جودة الحياة الذي ترعاه الدولة، وهو إحدى مبادرات رؤية 2030 فمن خلاله سيرتفع عدد المشاركين إلى أرقام كبيرة ستساعدنا كثيرا في توفير لاعبين ومشاريع أبطال. * بعيدا عن الأكاديميات، ألا يوجد لاعبين في سن صغيرة دربتموهم، تتوقعون لهم مستقبلا جيدا؟ * بدأنا تنفيذ هذه الفكرة وتبنينا عددا معينا من اللاعبين مثل اللاعب علي العثمان الذي بدأ من سن 8 سنوات وعسكر لمدة سنتين وها قد حقق ميدالية أولمبية للشباب في بيونس آيرس عام 2018، ثم حقق ذهبية بطولة العالم عام 2019، كما حقق ميداليات على المستويين الآسيوي والعالمي، إضافة إلى لاعبين آخرين يسيرون على نفس النسق وجنينا ثمارهم في فترات مختلفة، كانت الحصيلة ثلاث برونزيات عالمية وثلاث ذهبيات آسيوية حققها اللاعب علي النجيب، لاعب ناشئ بدأ وعمره 2 سنوات ولديه طموح كبير ونحن مهتمون به ونراهن عليه كثيرا، وأخيرا حصل على برونزية العالم في البطولة التي أقيمت أون لاين بدولة بيرو وهي من البطولات القوية جدا. o إذا تحدثنا عن المستويين العربي والآسيوي.. هل تعانون من إشكاليات بعينها؟ * على المستوى العربي هناك العديد من الإشكاليات لكن على المستوى المحلي شهادتي مجروحة، فالاتحاد السعودي منظم للغاية، والأمور لدينا مرتبة من كل النواحي، نحن نهتم حتى بالتفاصيل الصغيرة الخاصة بمظهر اللاعبين ووجودهم في المعسكرات والصالات والفنادق، لأنهم يمثلون المملكة، فالالتزام مهم وبسببه نتلقى الكثير من الإشادات وشهادات التقدير. o وعلى المستوى الآسيوي؟ * تعتبر آسيا من أفضل القارات في اللعبة والبطولة الآسيوية تعادل في قوتها بطولة العالم، والأقوى في اللعبة هي الصين وكوريا الشمالية، وهناك اليابان وكوريا الجنوبية وكازاخستان. o كيف إذن تواجهون هؤلاء المنافسين من تلك الدول؟ * المنافسة شرسة، لكننا استطعنا اختراق هذا الجدار وأن نظفر بالميداليات على كافة المستويات، والآن يشار إلى الرباعين السعوديين بالبنان، ويضع المنافسون لهم ألف حساب. o هل في خططكم أن تصبحوا أصحاب التصنيف الأول على مستوى القارة؟ * نضع ذلك في الاعتبار، ونسير وفق خطط مدروسة ومتدرجة، كما قلت لك سابقا لم نذهب للمنافسة مباشرة لأن ذلك خطأ ومن شأنه أن يسقطنا سريعا، قد يلجأ البعض للمواد المحظورة لتحقيق كسب سريع وهذه الأساليب غير جيدة وتتعارض مع المنافسة الشريفة. نحن مؤتمنون على اللعبة وعلى سمعة بلادنا، لا يمكن أن نسمح بممارسات من هذا القبيل، فالحمد لله تدرجنا في المنافسة حتى وصلنا لهذه المكانة، وللمعلومية آسيا تعتبر معيارا قويا جدا في مستويات وموازين اللعبة عالميا. o إذا ما تحدثنا عن المناطق التي تشعرون بأنها الأكثر اهتماما باللعبة، كيف يمكنكم ترتيبها؟ * المنطقة الشرقية من أكثر المناطق اهتماما باللعبة وعلى وجه التحديد القطيف والأحساء، تلك المناطق لديها شغف قديم وتتطور بسرعة، كما أن الأندية هناك وسط الأحياء، ما يسهل وصول الممارسين لها. * هل خططتم للذهاب للمدارس؟ * الأندية هي من تفعل ذلك ونحن ندعمها. * كلمة أخيرة؟ * أقدم الشكر لصحيفة «الرياض» على هذه الاستضافة، والشكر لكل من وضع لبنة في صرح هذا الاتحاد منذ تأسيسه في العام 1400ه وحتى الآن. محمد الحربي العثمان حقق ذهبية العالم عام 2019 الحربي أشار إلى حاجة اللاعبين لتدريبات خاصة ناشئو الأخضر سجلوا حضورا لافتا في البيرو