هل سبق أن جلست لإتمام مهمة، ولكن فجأة تجد نفسك ذهبت إلى موضوع آخر مختلف كمطالعة مواقع التواصل أو الانشغال بعمل وجبة أو الدردشة مع الآخرين، وفجأة تكتشف أن يومك مضى ولم تنجز المهام التي جلست أو كلفت بإنجازها؟. اليوم بالنسبة للكثيرين يعد التسويف قوة قوية وغامضة تمنعهم من إنجاز المهمات الوظيفية أو التي تتعلق بالأهداف الشخصية، ويلي ذلك دخول الشخص في حالة من الإحباط ولوم الذات والشعور بالذنب وتأنيب الضمير وقد يتهم نفسه بالفشل وعدم الفاعلية، وأيضا قد تسبب بفشل الطلاب في المدرسة أو ضعف الأداء في العمل أو تأجيل العلاج الطبي وحتى أيضا تأخير الادخار.. وغيرها الكثير. اليوم الأسباب التي تجعل الناس يماطلون ويسوفون مازالت غير معروفة بشكل جيد ولكن اعتبر بعض الباحثين أن التسويف بشكل كبير هو فشل في التنظيم الذاتي حاله كحال السلوكيات الأخرى السيئة أو غير المرغوبة المرتبطة بضبط النفس كالإفراط في الطعام والتبذير والنشاطات الإدمانية.. ويقول آخرون إن موضوع التسويف ليس مسألة كسل أو ضعف في إدارة الوقت لأن كثيرا من الناجحين والأذكياء يسوفون ويماطلون في كثير من الأوقات.. وفي هذه الحالة يشير الباحثون إلى أن الأمر يتعلق بكيفية عمل الدماغ وتصوراته العميقة حول الوقت والذات.. بينما يرى معظم علماء النفس أن التسويف نوع من سلوكيات التهرب ومحاولة تأقلم فاشلة يستسلم لها الناس كي يشعروا بالرضا وعند اقتراب الموعد النهائي لمهمة ما يشعر المسوفون بالذنب بشدة، ولكن بالنسبة للمماطل يصبح هذا الشعور بالذنب سببا لتأجيل المهمة ويتحول السلوك إلى دوامة خطيرة لهزيمة الذات وتدميرها. السؤال المهم.. كيف يعود المسوف إلى عالم الإنتاجية فضلا عن التفاؤل بالمستقبل؟. اليوم استخدام أسلوب النصح للمسوفين بضرورة العمل والمزيد من الإنتاجية والكف عن الإفراط في الأكل.. الخ، قد يثير السخرية لأن المماطلة ليست شعورا يمكن السيطرة عليه ولكن يفضل للمسوفين أن يتوقفوا عن لوم ذاتهم وشعورهم بالذنب، وأن يسامحوا أنفسهم على المماطلة، كون التسويف مرتبطا بالمشاعر السلبية ويعززها بينما المسامحة تعزز التقليل من المماطلة وتزيد من المشاعر الإيجابية.. وليس بالضرورة أن تكون في مزاج جيد حتى تنجز عملا، بل تجاهل شعورك وأنجز مهامك وبدل التركيز على المشاعر بالأفعال التالية وتجزئة المهام إلى خطوات صغيرة يمكن إنجازها لتعزيز الثقة بالنفس وتعلم إدارة المشاعر من باب ليس بالضرورة حتى نعيش أن نكون طوال الوقت نتمتع بشعور جيد.