بدأ الاتحاد الأوروبي الثلاثاء عملية الموافقة على لقاح ثالث ضد فيروس كورونا المستجد غداة تحذير خبراء منظمة الصحة العالمية من أن حملة التلقيح التي بدأت في بلدان عدة قد لا تكون كافية لتحقيق المناعة الجماعية ضد الفيروس هذا العام. وفيما تتعرض دول الاتحاد البالغ عددها 27، لانتقادات لبطء عملية الموافقة ونشر اللقاحات، وعدت "بتسريع الجدول الزمني" بعدما أكدت أن شركة أسترازينيكا قدمت طلبا للحصول على ترخيص للقاح الذي طورته مع جامعة أكسفورد. وأعلنت وكالة الأدوية الأوروبية أن القرار لن يصدر قبل 29 يناير، رغم بدء استخدام اللقاح في بلدان من بينها بريطانيا. وحتى مع حملات تلقيح واسعة، حذر خبراء منظمة الصحة العالمية من أن نطاق تلك الحملات قد لا يكون كافيا لتحقيق مناعة جماعية هذا العام. وقالت كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية سمية سواميناثان "لن نبلغ أي مستوى من المناعة الجماعية في 2021"، للحماية من الوباء الذي أصاب أكثر من 90 مليون شخص في أنحاء العالم وأودى بما يقرب من مليوني شخص. ولا تزال الولاياتالمتحدة الدولة الأكثر تضررا بالوباء، وتسجل وفيات يومية بالآلاف، لكن مستشفيات أوروبية تحذر بشكل متزايد من تخطي الإمكانات، فيما تواجه دول آسيوية ارتفاعا في أعداد الإصابات. وأعلنت ماليزيا الثلاثاء حالة الطوارئ وسط تزايد المخاوف من اقتراب منظومتها الصحية من بلوغ قدرتها القصوى، فيما فرضت الصين واليابان تدابير للحد من بؤر محلية. وعزلت الصين مدينة يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، لتنضم إلى منطقة أكبر فرضت عليها تدابير إغلاق قرب بكين، قبيل وصول خبراء منظمة الصحة إلى مدينة ووهان (وسط) للتحقيق في منشأ الفيروس. إلى ذلك ثبتت إصابة الرئيس البرتغالي، مارسيلو ريبيلو دي سوزا، بفيروس كورونا، وذلك قبل أقل من أسبوعين من انتخاب رئيس جديد للبلاد. وكان من المقرر أن يقوم السياسي البارز 72 عاما المنتمي للحزب الديمقراطي الاجتماعي المحافظ، بترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة. وذكرت وكالة أنباء "لوسا" البرتغالية، الثلاثاء، أن الرئيس لا يعاني من أي أعراض، ولكن الإصابة تعمل على تعطيل الحملة الانتخابية. ومن المرجح إعادة انتخاب الرئيس في الانتخابات المقررة في 24 من يناير. وأشارت وكالة الأنباء البرتغالية إلى أن هناك ثلاثة من إجمالي سبعة مرشحين يتنافسون على أعلى منصب في البلاد، أوقفوا حملتهم الانتخابية لأسباب تتعلق بالسلامة. وكان الرئيس البرتغالي بدأ عزلا ذاتيا الأسبوع الماضي بعد مخالطته أحد أعضاء مكتبه والذي ثبتت إصابته بفيروس كورونا بعد ذلك. من جانبها بدأت شركة الخطوط الجوية الهندية في نقل جرعات من اللقاحات المضادة لمرض كوفيد-19 إلى مختلف أرجاء البلاد أمس الثلاثاء استعدادا لتطعيم 1.3 مليون نسمة في حملة وصفها المسؤولون بأنها الأكبر في العالم. وتأمل السلطات في تطعيم 300 مليون مواطن من أكثر الفئات عرضة للإصابة خلال ما بين ستة وثمانية أشهر. ومن المقرر أن تبدأ الحملة يوم السبت. وأول من سيتلقى التطعيم نحو 30 مليونا من العاملين في القطاع الصحي وغيرهم ممن هم في الصفوف الأولى في مواجهة الجائحة يليهم نحو 270 مليونا تزيد أعمارهم على 50 عاما أو يعدون من الفئات الأكثر عرضة للإصابة. ووقعت حكومة الهند الاثنين اتفاقيات مع معهد سيروم الهندي لشراء إنتاجه من لقاح كوفيشيلد، وذلك بعد أكثر من أسبوع على الموافقة على استخدام اللقاح الذي طورته شركة أسترا زينيكا وجامعة أكسفورد في بريطانيا. وسجلت الهند ما يقرب من 10.5 ملايين إصابة بالفيروس، وهو ثاني أكبر عدد إصابات بكورونا في العالم بعد الولاياتالمتحدة، لكن معدل زيادة الحالات آخذ في التراجع.