قرأت قبل قليل تغريدة لإحداهن نصّها «هل هناك طريقة تجعل الإنسان يكون نفسه دون تمثيل؟حالها حال الكثيرين المتذمرين أو المغيبين برغبة منهم أو رغماً عنهم وحتى دون علمٍ منهم. اختلفت الردود بحسب اختلاف العقول، فالبعض رأى أن ذلك ممكن جداً في ظل وجود القبول الذاتي والرضا عن النفس، فيما رأت هي بأن ذلك مستحيل، والبعض الآخر رأى بأن ذلك ممكن بشرط أن الجميع يمارس ذاته، شخصياً أرى ذلك ممكنًا جداً طالما لديها الشعور بأنها لم تكن كما تريد يوماً وارتأت بأنها تعيش دور ممثل طالت أدواره ولم تنته. فهي تعاني الانفصال عن ذاتها الساكنة بداخلها والغربة عن أفكارها ربما مشاعرها، فهي لم تختبر شعور الرضا، حب الذات والثقة بالنفس. اعتقادها بأن تمارس ذاتها بالأمر المستحيل يؤكد نظرية العقل الجمعي أو ما يعرف بسلوك القطيع والذي تتجلى فيه سطوة الجماعة على الفرد تظهر في انصياع الأفراد إلى قرارات الجماعة بغض النظر عن صوابها من عدمه، أما من رأى بأن ذلك ممكن في حال كان الجميع يمارس ذاته لهو في وضع أسوأ منها، فهو مؤمن تماماً ومن البداية بأنه لم يكن يوماً كما يريد ولم يمارس أفكاره ومعتقداته ولم يحكّم عقله ومنطقه بل أردف بالقول إن إرضاء الآخرين لهو أمر مهم بحسب مكانتهم بغض النظر أين هو منهم هو ما بين مطرقة معرفته بذاته التي لم يستطع أن يعانقها رغم قربها منه وسندان الجماعة التي حتمت عليه الانصياع لقراراتها حتى كان ذلك دون وعي منه، ما أثارني حقاً رد أحدهم بأن لا توجد وسيلة لأن تكون دون تمثيل إلا حينما يكون الإنسان مع نفسه فكان التعليق بأن لحظات الصدق جداً قليلة. تساؤلي إليك عزيزي بما أنك أدركت أنك تعيش الكذب والنفاق لماذا الاستمرار في ذلك؟ أين أنت من هذه الدنيا بما فيها؟ أين آراءك؟أين هي اختلافاتك معهم أم أنك كل العمر متفق؟ لا تجعل نفسك سجيناً أسيراً للتساؤلات تبحث عن إجابات هي لديك أنت لا لدى غيرك، اعثر على نفسك بالتأمل حتى تصل لسلام داخلي منبعه رضاك وحبك وقناعتك بنفسك واجعل لك من المبادئ والقيّم ما يشبهك حتى إذا نظرت لمرآتك تعرفت عليك أكثر من ذي قبل وإن واجهت الصعوبات في الخروج من تلك المسرحية لا يمنع من أن تتعلم الاكتفاء الذاتي الذي لن يوازيه شيء لو ساوموك عليه.