تنفرد تجارة التمور بأهميتها لدى مختلف شرائح المجتمع في المملكة، وذلك لارتباطها بالموروث الشعبي للآباء والأجداد، وما كانت تُشكله من أهمية وأساس في غذائهم وحياتهم اليومية منذ القدم، وقد تنامت هذه التجارة وأصبحت مصدر دخل لكثير من الأسر من خلال اعتمادهم عليها في البيع والشراء، ويمثل قطاع "النخيل والتمور" أهمية اقتصادية واجتماعية وبيئية كبيرة في بلادنا، ويشكّل مساهمة فاعلة في تحقيق التنمية الزراعية والريفية المستدامة، وتولي المملكة اهتماماً كبيراً بتطوير واستدامة قطاع النخيل والتمور من خلال إيجاد عدة برامج لتطوير قطاع النخيل والتمور ورفع مساهمته في الناتج المحلي ضمن رؤية المملكة 2030، وتطوير سلاسل القيمة وتحسين جودة الإنتاج وكميته، وتقليل الفاقد، ورفع كفاءة تسويق التمور وتشجيع الاستثمار فيه، وتوفير المعلومات والبيانات والدراسات اللازمة، وتحسين كفاءة سلسلة الإمداد وتعزيز القدرات البشرية والمؤسسية. وقد كشفت إحصاءات حكومية حصلت "الرياض" على نسخة منها، أن إجمالي أشجار النخيل المثمرة على مستوى المناطق الإدارية في المملكة وفق آخر الأرقام الرسمية بلغت 25.641 مليوناً، وبإنتاج بلغ 1.539.756 طناً، وقد تم بيع 1.315.168 طناً منه، كما أنُتج من تمر ال "خلاص" 422.695 طناً، وقد تم بيع 384.394 طناً منه، وجاء إنتاج ال "سكري" ب 245.336 طناً، وتم بيع 226.404 أطنان منه. مهرجانات موسمية للتمور من جانب آخر رصدت جولة "الرياض" آراء زبائن أحد أسواق التمور وأصحاب المحلات الموجودة هناك، وقال عبدالله الصالح: "التوافد مستمر على أسواق التمور طوال العام، ويُعد بيع التمور ومنتجاته من أقوى القطاعات الاقتصادية لما يحققه من أرباح ومكاسب جيدة، ويعمل الكثير من أصحاب المحلات على خطط توسعية بما يخص مشروعاتهم"، وأشاد الصالح، بالفعاليات والمهرجانات الموسمية الخاصة بالتمور وبما تحققه من إتاحة عروض للمنتجات من مختلف مناطق المملكة. بدوره ذكر عوض معيتق، أن تجارة التمور باب رزق كبير، والكثير من المستثمرين يتوجهون لسوق التمور لما يُشكّله من عوائد قوية نظراً لإقبال الناس عليها، حتى أصبح هناك مستثمرون أجانب في هذا النشاط، وأضاف معيتق، أن نشاط القطاع قائم على مواسم حصاد معينة حيث ينخفض النشاط قليلاً في الشتاء وذلك لإقبال المستهلكين على الرطب في فصل الصيف، والإقبال شتاءً على "السكري اليدوي المجروش والصقعي المجدول"، وتأتي محاصيل التمور من مختلف مناطق المملكة ك"القصيموالأحساء والمدينة المنورة"، وفي ظل ذلك لفت عمر عبدالعزيز، أن نشاط التمور ازدهر وذلك بعد التنظيمات الجديدة ك"السعودة"، وتوجد هناك بوادر من المركز الوطني للنخيل والتمور لإعداد خطط بفتح منافذ لتصدير التمور وذلك مما سيدعم النشاط أكثر، وذكر عبدالعزيز "يستمر لدينا موسم الرطب أربعة شهور صيفاً وموسم المكنوز شهرين شتاءً، وتأتينا هذه التمور من مزارع "مدينة الخرج، ومدينة أشيقر" وعدّة أماكن أخرى"، منوهاً إلى أنه يجب على زبائن التمور التأكد من مصادرها بشكل صحيح، وذلك لغش البعض بحيث ينسبون مصادر تمور منطقة لمنطقة أخرى، كما يجب على أصحاب المزارع التعاون مع المركز الوطني للنخيل والتمور بتصديق مزارعهم وذلك لتأكيد مصادر منتجاتهم. من جهته وصف طلال عبدالعزيز، التمور ب"الشجرة المباركة"، وأن الأرباح فيها عالية وتحقيقها ليس بالمستحيل، مايدعم ذلك من خطط للتوسع بشكل دائم من قبل المستثمرين، لافتاً بقوله: "مقبلون على خطة لتصدير التمور وذلك يشكّل حركة إيجابية لكامل اقتصاد المملكة"، بدوره لفت مورد التمور عارف العتيبي، إلى أن تجارة التمور مربحة جداً، ولكن تكمن المشكلة بتصريف البضائع الموجودة لدينا في ظل وجود كبار الموردين في هذا المجال، منوهاً بضرورة إنشاء سوق تمور طوال العام، حتى يمكننا ذلك من البيع خلاله، وأضاف العتيبي، يرتفع العرض والطلب ويقل حسب الموسم، ودائماً في فصل الشتاء يكون البيع بشكل أفضل. في هذا الاتجاه قال أحد زبائن السوق عبدالله محمد: إن تجارة التمور باب رزق للشباب الناشئ بالمشروعات الصغيرة، ودليل ذلك الأسواق الكبيرة لبيع التمور في "سوق القصيم وسوق الأحساء"، حيث تتجاوز أرباحهم ملايين الريالات، وقال محمد: إن زيارته لأسواق التمور تتراوح من مرتين إلى ثلاث بالسنة كما نحرص على شراء تمور "الإخلاص والصقعي والسكري" خاصة في مواسمها، وذكر محمد "نرى من الجهات المعنية حرصهم على هذا المجال، حيث نرى أسواق التمور في مختلف أرجاء مدينة الرياض قد تتعدى أربعة أسواق كبيرة لبيع التمور". بدوره ذكر أحد زبائن السوق نايف العتيبي، أن تجارة التمور تنفرد وتتميز بها المملكة، وهذا ما يجعل المستثمرين يقبلون عليها، ويعد سوق التمور كبيراً جدًا لا يستهان به وذلك لتعدد مناطق المملكة وسعة حجمها، ونوه إلى أن الإقبال على التمور من جميع مناطق المملكة وحاجة الناس إليها بشكل دائم يجعلها تجارة نشطة طوال السنة. طلال عبدالعزيز يتحدث للمحرر في التمور أرزاق للشباب