ينتظر سوق التمور في المملكة، جني أرباح قياسي خلال شهر رمضان، تعوض بشكل اقتصادي فترات الركود السنوية خلال العام، ولتشكل أحد أهم صور وأشكال التواصل بين الأهل والأصدقاء، وأحد أنماط شهر رمضان. وتحدث رئيس اللجنة الوطنية للتمور ومالك تمور الصالحية فهد آل صالح ل"الحياة"عن حجم التمور في السعودية قائلاً ان السعودية تنتج سنوياً مليون طن من التمور من عشرين مليون نخلة، وبالنسبة لهذا العام كان المحصول جيداً وأفضل بكثير من السنوات الماضية ولكن المشكلة التي واجهت تجار التمور هي تأخر الموسم ما ادى الى ارباك السوق وازدياد الطلبات على التمور. وشهر رمضان هو الموسم المناسب والأكثر إقبالاً للبيع، فأكثر مصانع التمور ضاعفت العمل وبعضها الآخر يعمل على مدار 24 ساعة يومياً حتى تستطيع كسب الوقت وتعويض تأخر الموسم وكثرة الطلبات على التمور وسيستمر جني التمور حتى نهاية شهر رمضان لان الموسم أصبح يتأخر بالأشهر ما دعا كثيراً من التجار الى اخذ الحيطة والحذر من الموسم المقبل بتخزين كميات كبيرة من التمور لشهر رمضان المقبل ويجب في هذه الحالة على التجار ان يوفروا أنظمة تخزين وتبريد متطورة وجيدة حتى تغطي أطناناً من التمور للعام المقبل. كما انه سيكون هناك شركة متخصصة في تعقيم الأشعة ستدعم عملية تخزين التمور، وأضاف الصالح اننا حرصنا في الصالحية لتزايد المستهلكين والزبائن على ان نوفر كل رغباتهم خصوصاً ان التمور تعتبر أساسية للسعوديين في الضيافة وتطور الامر الى الهدايا والمناسبات واصبح التمر ينافس الشوكولاته الغربية بل تفوقنا بالتمر وصنعنا اكثر من 70 منتجاً من التمور على شكل تمريات وبسكويت وإضافة المكسرات والحلويات للتمور. وصنف الصالح اقبال السعوديين على التمور ان اهل القصيم يفضلون السكري والبرحي واهل المنطقة الشرقية الاخلاص غالباً وبقية المناطق وخصوصاً الرياض يحبون انواع مثل نبوت السيف ونبوت السلطان والصقعي، وحول اشهر انواع التمور قال الصالح اكثرها شهرة وافضلها هو السكري ثم يأتي بعده الاخلاص ثم الصقعي وتتراوح اسعارها ما بين 15 الى 60 ريالاً ويرتبط السعر بالجودة. واشار الصالح إلى ان التصدير زاد هذا العام خصوصاً من المعتمرين والجاليات العربية والإسلامية الذين يحرصون كل الحرص على اقتناء التمور. من جانبه، يذكر مدير معرض تمور المملكة عبدالعزيز الخليفي أن شهر رمضان هو الموسم الأكبر لسوق التمور في السعودية، كما ان هذا العام زاد الضغط على عكس الأعوام السابقة بسبب تأخر موعد انزال التمور من النخيل ما ادى الى زيادة الطلب على التمور قبل شهر رمضان، كما ان الطلب يزيد من دول الخليج خصوصاً الامارات التي تطلب كميات كبيرة من التمور وكذلك مملكة البحرين ويأتي بعدهما دولة الكويت. واشار الخليفي الى انه من الطبيعي ان ترتفع اسعار التمور باعتبار ان رمضان موسمها ولكن تختلف حسب كميات التمور الموجودة فبعض انواع التمور ترتفع بنسبة 100 في المئة لجودتها العالية وقلتها في السوق، والانواع الاخرى ترتفع بنسبة 30 في المئة في شهر رمضان والاعياد، واضاف الخليفي ان الاقبال يكثر على تمر الرطب البرحي والسكري والاخلاص وهو ثلاثة انواع حسب جودته افضلها اخلاص القصيم ثم الخرج ثم الاحساء وتتراوح اسعاره بين 20 و30 ريالاً، اما الاجانب فيفضلون تمر العجوة"تمر المدينةالمنورة"ويطلبونه بكميات كبيرة وكذلك تمر الخضري يفضلونه لرخص ثمنه وكبر حجمه. وبين الخليفي انهم وفروا كميات كبيرة من التمور قبل شهر رمضان خصوصاً غير المصنعة"من دون اضافات"من الدبس والمكسرات والشوكولاته فهذه الاصناف للهدايا والمناسبات غير مرغوب فيها في هذا الشهر. واضاف الخليفي ان تمورهم تشكل نسبة 30 في المئة من حجم التمور في السعودية.