يشكل شهر رمضان المبارك موسما استثنائيا بالنسبة لمحلات وبسطات بيع التمور في جدة إذ تشهد هذه المحال إقبالا كبيرا من المواطنين والمقيمين طمعا في الاستزادة بالرطب والتمور على موائد رمضان ، وتنشط أسواق الجملة بشكل كبير إذ يطلب تجار التمور من الموردين توفير كميات مرتفعة وذلك لتلبية الطلب المتزايد ، وشهدت أسواق التمور اقبالا منقطع النظير على المحلات وحتى أصحاب البسطات امامها وهو الامر الذي خلق سوقا جديدة وأعطت فرصا لمن يريد أن يكون له نصيب من الربح . واجمع عدد من المواطنين في أحد أسواق التمور في جدة أن البعض درج على انضاج التمر بعدة طرق منها وضعه في مادة الكبريت وآخرون يشعلون النار تحت النخلة حتى ينضج التمر وأن هذه الوسائل من آليات الغش التي تسبب الضرر للمستهلكين. يقول يوسف علي صاحب محل لبيع التمر بأن التمر هو سيد الأطباق على المائدة ورفيق العائلة لذلك وجوده في غاية الأهمية وقد حرصنا على جلب كميات كبيرة ومتنوعة الأصناف تلبية لرغبات الزبائن وهو ما انعكس على البيع الذي ظل متواصلا ولله الحمد ، ولفت إلى أن الكثير من المحلات باتت تتنافس على توفير أجود أنواع التمور من المناطق الشهيرة بذلك كالقصيم وبيشة، وذكر بأن الأسعار تكون بحسب نوع وجودة التمر فيما يكون نوعي السكري والخلاص هما الاكثر رواجا. ويعتبر شهر رمضان موسما خاصا لأصحاب المزارع ويذكر محمد عيدان هو يوزع من مزرعته بأن هذا الموسم البيع مميز كما كل موسم إلا أن الشراء من قبل المستهلكين بدأ منذ وقت مبكر لذا حرصنا على توفير كميات من الرطب والتمر لتفادي تعطل حركة البيع، وبين بأنه ليس هناك ارتفاع للأسعار لان المستهلك بات يعرف المنتج وقيمته الحقيقية. من جهته أوضح أحمد محمد وهو بائع في بسطات للتمور بأنه يشتري الكرتون الواحد ب13 ريالا جملة ويبيعها ب15 ريالا وهو سعر مناسب للجميع، مضيفا بأن الإقبال يكون على حسب نوع المنتج إذ يكون السكري الأكثر طلبا. فهد الغامدي استغل موسم التمور وقام بتحميل أعداد كبيرة من صناديق التمور على سيارته ليبدأ البيع فيها ويقول في هذا الخصوص: قبل بداية شهر رمضان قررت الاستفادة من موسم التمور بأن أبيعه بنفسي فتعرفت إلى أصحاب أحد المزارع الذي صار يمدني ويورد لي أنواع مختلفة من التمور، وذكر بانه يبدأ البيع بعد صلاة العصر في شهر رمضان ثم يعود بعد صلاة العشاء حتى قبل وجبة السحور، لافتا إلى أن البيع مناسب جدا وبه الكثير من الرزق والبركة لذلك قمت ببيع القهوة والهيل ومنتجات البن للاستفادة من موسم رمضان هذا العام. وقال علي العماري بأن هناك تباينا في الاسعار حيث يتراوح البيع للصندوق الواحد مابين 13 إلى 28 ريالا ، مضيفا بأن الأنواع التي يحرص أن تكون على سفرة رمضان هي الخلاص والسكري باعتبارها من أجود الأنواع، وأشار إلى أن أسعار التمور في المحلات التجارية وأسواق الخضار أعلى من أسواق التمور نفسها وهذا أمر لا بد من الالتفات إليه، مؤكدا أن منتجات التمر الآن تداخلت فيها أشياء كثيرة إذ أن التمر يصنع منه المعمول وغيره وهو الأمر الذي ربما يؤدي إلى ارتفاع سعره لكنه يبقى غير مبرر. بينما يذكر فهد الشهري إلى أن أكثر شيء يخشاه أن يكون التمر او الرطب مغشوشا أو غير مستوٍ بشكل جيد وهو الامر المزعج والذي يجعل الانسان في حيرة من امره تعدد أصناف التمور وأشكالها، مستغربا من أن الأسعار تكون ارتفاعاتها طفيفة مقارنة ببقية المنتوجات الغذائية بالرغم من الإقبال الكبير على التمور خاصة قبل بداية شهر رمضان المبارك، وأبدى اعجابه بمنتج روثانة المدينة معتبرا بأنه لا يفارق السفرة لجودته.