تعودنا على أن لعبة كرة القدم فوز وخسارة، أخلاق ورياضة تجمع ولا تفرق.. ولكل منا ميوله الرياضي وحب وعشق وانتماء يقودنا دائماً نحن جمهور الشمس إلى المنافسة في الميدان وحصد الألقاب والبطولة والتي نفخر بها كعشاق للساحرة المستديرة وجمهور محب وعاشق للكيان النصراوي. شاهدنا جميعاً ما حدث للنصر العالمي في الفترة الأخيرة خصوصاً بعدما خرج من الدور نصف النهائي في البطولة الآسيوية وأضاع بطولة كانت سهلة المنال طمحنا لها كثيراً لنعيد التاريخ النصراوي العريق في هذه البطولة والتي كان له فيها قصب السبق الآسيوي، حيث كانت البطولة الأسهل، ولكن خيرها في غيرها، ثم ما لبث النصر أن عاد ليخسر مرة أخرى دربي العاصمة الكبير الذي جمعه مع منافسه نادي الهلال مؤخراً، بالرغم من غيابات الهلال وظروفه والتي رجحت كفة النصر وأعطت له فرصة سانحة وكبيرة لحصد النقاط الثلاث، وما إن انتهى الدربي حتى عاد ليخسر البطولة الأغلى كأس خادم الحرمين الشريفين ويتابع مسلسل الخسارة تلو الأخرى في مسلسل إحباط كبير. كرة القدم ليست مجرد سوء طالع أو ظروف بل هي لعبة لها أساسياتها وعملها الخاص الذي يترجم بدوره ما يحدث خارج الميدان من عمل إلى داخله وينعكس بدوره على مجهود اللاعبين وأدائهم داخل المستطيل الأخضر، وحسن تصرف المدرب وتفعيل أدواته في التعامل مع المبارايات وإدارته الجيدة للتعامل مع المتغيرات والظروف من إصابات وغيابات اللاعبين التي تطرأ على الفريق كجهاز فني محترف متخصص في كرة القدم فهي ليست مجرد كرة حظ وركض للمرمى. الحقيقية أن أداء المدرب فيتوريا يتسم بالهدوء الذي يقود إلى البرود إذا ما قارنا أداء النصر في مباراتي الدربي أمام الهلال ثم النهائي الكبير في كأس خادم الحرمين الشريفين، المباراتان جرت في الرياض والفريق المنافس هو المنافس والسقوط يتكرر في مشهد درامي غريب جداً. الجميع شاهد طريقة اللعب النصراوية في أغلب المباريات التي خسرها يستطيع تنظيم صفوفه بشكل جيد والاستحواذ على الكرة لكن غياب التهديف شكل منعطفاً كبيراً في نتائج المباريات فالاستحواذ على الكرة ليس حلاً في ظل العجز عن التهديف حيث يتداول اللاعبون الكرة أغلب الوقت دون وجود هداف يستطيع تغيير النتائج. كرة القدم لعبة يمثل الفوز فيها هدفاً رئيساً وكذلك الخسارة تمثل فرصة لتصحيح الأخطاء والاستفادة منها من أجل إعادة تشكيل وترتيب الفريق والتعامل مع ما تبقى من المباريات كمباريات حسم والسعي للمضي لإعادة الفريق إلى وضعة الطبيعي بين فرق المقدمة، حتى لا يتحول النصر العالمي إلى" فُتات" من صنع فيتوريا ويخسر كوكبة من النجوم الذين لهم مستقبل كروي كبير إذا ما أحسن توظيفهم في الملعب. حسن الساحلي