رصدت "هيئة السوق المالية" عدداً من الاشتباهات التي انطوت على تلاعب وتضليل ومخالفة لنظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية، وذلك في ظل ما تشهده السوق المالية من ارتفاعات وتذبذبات في أسعار أسهم بعض الشركات، ونوهت الهيئة لعموم المستثمرين، أنها تعمل على استكمال الإجراءات اللازمة بشأن هذه الاشتباهات تمهيداً لاتخاذ الإجراءات النظامية بشأن المخالفين بما في ذلك إحالتهم للنيابة العامة. وتؤكد الهيئة حرصها على تطبيق نظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية، وحماية السوق من الممارسات غير المشروعة. ودعت الهيئة، جميع المتعاملين والمستثمرين في السوق المالية، إلى عدم الانسياق وراء أي ارتفاعات غير مبررة أو شائعات أو معلومات غير موثوقة ينشرها أشخاص غير مرخص لهم، بغرض تضليل المستثمرين واستغلالهم لتحريك أموالهم داخل السوق المالية باتجاهات معينة تخدم أهدافهم غير المشروعة. وأكدت على عموم المستثمرين بضرورة الحصول على المعلومات الموثوقة من مصادرها، وأن يبني المستثمر قراراته الاستثمارية وفق هذه المعلومات والبيانات الدقيقة المتوفرة عن الشركات المدرجة، ومعرفة قوائمها المالية، وكفاءة أعمالها الحالية والمتوقعة مستقبلاً، والإفصاحات الدقيقة والاستثمار عبر القنوات المرخصة، كما تؤكد على أهمية تجاهل الشائعات، والبعد عن التعاملات غير المشروعة والتي قد تعرض المستثمر للخسائر أو للمساءلة القانونية، ويمكن للمستثمرين الحصول على المعلومات الموثوقة من خلال إعلانات وبيانات الشركات المدرجة، ومن خلال موقعي هيئة السوق المالية وشركة السوق المالية السعودية (تداول) الإلكترونيين، كما دعت إلى توخي الحيطة والحذر ومعرفة ودراسة المخاطر عند الشروع بالاستثمار في الشركات المدرجة، وإبلاغ الهيئة في حال وجود أي ممارسات قد تشكل مخالفات لنظام السوق ولوائحه التنفيذية. من جانب آخر قال المحلل الاقتصادي فهد شرافي: إن مثل تلك الإجراءات تعزز الشفافية وتكشف المتلاعبين وترفع مستوى الحوكمة في السوق السعودية وذلك لحماية المستثمرين. وأشار شرافي، أن رصد الهيئة لعمليات التحايل والتلاعب يعد من الأساليب المتطورة التي تعمل عليها الهيئة لتطوير السوق المالية السعودي، وفي الوقت نفسه حتى لايكون هنالك مكان للمتلاعبين. ولفت شرافي، أن لوائح هيئة السوق المالية الجديدة تمنع مثل تلك الحالات التي تعد فردية، كما أن الهيئة تؤسس لسوق كبير وتعمل على الموازنة من خلال المبادرات التطويرية، وذلك لتوسيع قاعدة المشاركة فيه وتعزيز الثقافة الاستثمارية والتواصل مع المستثمرين ورفع معايير الشفافية للاستثمار. إلى ذلك واصل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية ارتفاعه في موجة تصاعدية سريعة خلال جلسات هذا الأسبوع وسط زيادة بحركة التداولات على المستويات كافة مدعوماً بارتفاعات القطاعات القيادية، وارتفع مؤشر السوق السعودي خلال جلسة يوم أمس الأربعاء بنسبة 0.7 % عند 8701 نقطة (+ 63 نقطة)، بتداولات بلغت قيمتها 6.3 مليار ريال وذلك بعد مرور نحو ساعة ونصف من الافتتاح، وأكد عدد من المحللين والمستثمرين أن السوق تفاعل مع المحفزات الإيجابية الحالية بدءاً بتحسن أسعار النفط، والمبشرات بقرب توزيع لقاحات ضد فايروس كورونا، إضافة إلى التحرك نحو الانفتاح على الأسواق وما يترتب عليه من نمو للطلب على الطاقة، والبدء التدريجي لحركة السفر والطيران، وأشاروا إلى أن هذه الموجات التصاعدية القوية يعقبها عادة حركة لجني الأرباح، ولكن المسار العام للسوق تصاعدي ويتوقع له تجاوز حاجز 9000 نقطة قبل نهاية العام. وقال عضو لجنة الأوراق المالية بغرفة الرياض، خالد الجوهر ل "الرياض ": إن السوق تجاوب مع الأخبار الإيجابية وارتفعت شهية المستثمرين فيه، على خلفية التحسن الكبير في أسعار النفط إضافة إلى الإعلانات المتواترة عن قرب طرح لقاح فايروس كورونا وما يتبع ذلك من الانفتاح على الأسواق ونمو للطلب على الطاقة بفضل عودة حركة السفر والطيران. وأشار خالد الجوهر، إلى أن هذه النوعية من الموجات التصاعدية القوية تتلوها حركة لجني الأرباح في العادة، ولكن ذلك لن يكون له تأثير على المسار العام للسوق والذي هو مسار تصاعدي، وبإذن الله سنرى السوق يتجاوز حاجز 9000 نقطة قبل نهاية العام الجاري 2020. بدوره قال المستثمر المهندس أسامة بن حسن العفالق: إن السوق يتجاوب بشكل جيد مع الأخبار والمستجدات المحفزة التي يأتي في طليعتها الأخبار المبشرة بشأن قرب توفر اللقاحات ضد فايروس كورونا وتأثير تلك الأخبار على مجمل الأمور بدءاً بتحسن أسعار النفط ويضاف إلى ذلك إستقرار الأوضاع السياسية المؤثرة على الأسواق مع الانتهاء من ترقب نتائج الانتخابات، ويلاحظ أن الارتفاعات شملت مختلف أسواق العالم وليس السوق السعودي فقط. وأشار أسامة العفالق، إلى أن حالة من التفاؤل تعم الجميع حيال مستقبل السوق بوجود العديد من المؤثرات الإيجابية المستقبلية الداعمة والتي يأتي على رأسها الخطط المعلنة من قبل صندوق الاستثمارات العامة الذي يعد ذراعاً محركاً للمشروعات في غالبية القطاعات إضافة إلى تفرد سوق الأسهم بالنصيب الأكبر من اهتمام المستثمرين في ظل تراجع ذلك الاهتمام بالنسبة لقطاعات مهمة أخرى كقطاع العقار. وتطرق أسامة العفالق، إلى أهمية فهم طبيعة الاستثمار والابتعاد عن المضاربة المبنية على العواطف، مشيراً إلى أن حركة الارتفاع السريعة والقوية عادة ما يصاحبها نوع من جني الأرباح، ولكن التفاؤل موجود بالنسبة لمسار السوق ومستقبله. وكان مؤشر السوق السعودي قد ارتفع بنسبة 0.7 % عند 8702 نقطة (+ 63 نقطة)، بتداولات ناهزت 6.3 مليار ريال بعد مرور نحو ساعة ونصف من الافتتاح، وارتفعت أسهم "أرامكو السعودية" و"مصرف الراجحي" و"سابك" بنسبة 1 %. فيما صعد يوم أمس الأربعاء خام برنت 38 سنتاً، أو 0.8 %، إلى 48.24 دولاراً للبرميل، وذلك بعد ارتفاع بنحو 4 % في الجلسة السابقة. وزاد خام غرب تكساس الوسيط 27 سنتاً، أو 0.6 %، إلى 45.18 دولاراً، وذلك بعد أن ربح أكثر من أربعة بالمئة في يوم الثلاثاء 24 نوفمبر 2020م. وكانت مجموعة العشرين قد تعهدت بختام قمة الرياض 2020، ببذل كل جهد ممكن لضمان الوصول العادل إلى اللقاحات والاختبارات والعلاجات بتكلفة معقولة، وجاء في نص مسودة البيان الختامي للمجموعة: "حشدنا الموارد لتلبية احتياجات التمويل الفورية في مجال الصحة حول العالم من أجل دعم البحث والتطوير والتصنيع وتوزيع تشخيصات وعلاجات ولقاحات لفيروس كورونا آمنة وفعالة".