قضى عشرة اشخاص على الأقل الأحد في الفلبين التي ضربها "غوني" أقوى إعصار تشهده خلال العام الجاري ودفع السلطات إلى الحديث عن ظروف "كارثية" في بعض المناطق بعد إجلاء نحو مليون من السكان. وضربت العاصفة اليابسة في جزيرة كاتاندوانيس الأحد حوالى الساعة 05,00 (21,00 ت غ السبت) ترافقها رياح سرعتها 225 كلم في الساعة وعواصف بلغت سرعتها 310 كلم في الساعة، انتزعت أسطح منازل واقتلعت أشجارا وتسببت بفيضانات مفاجئة. واعتبر "غوني" من الأعاصير "الفائقة القوة" قبل تراجع شدته خلال مروره في جزيرة لوزون باتجاه مانيلا، حسب وكالة الأرصاد الجوية الوطنية. وحذرت الوكالة السبت من "رياح تتصف بقوة كارثية وأمطار غزيرة قد تسبب فيضانات". * بعد "مولاف" - يصل "غوني" بعد أسبوع من مرور الإعصار "مولاف" الذي ضرب المنطقة نفسها وأدى إلى مقتل 22 شخصا وإغراق منطقة زراعية كبيرة قبل أن يواصل طريقه إلى فيتنام. وأعلن حاكم منطقة ألباي الفرنسيس بشارة لاذاعة محلية أن سبعة اشخاص على الاقل بينهم طفل في الخامسة من العمر قتلوا في هذه المنطقة. ودفن معظم الضحايا تحت وحول بركانية غمرت قريتين قريبتين من بركان مايون النشيط. وقالت فرانسيا ماي بوراس (21 عاما) من منزلها على الساحل في ليغازبي في مقاطعة الباي إن "الرياح قوية واستطيع سماع اهتزاز الأشجار". وقال مسؤول الأمن الإقليمي سيدريك دايب في اتصال لاسلكي إن أسطح مركزين للإيواء تطايرت وانتقل القاطنون إلى الطابق الأرضي. من جهته، ذكر كارلوس إروين بالدو رئيس بلدية كاماليغ بالقرب من ليغازبي أن "الفيضانات غمرت قرانا". وأضاف أن "الطرق مليئة بالحطام القادم من الجبال والأغصان والرمال وبعضها من بركان مايون ولم يعد عدد من الطرق صالحا للاستخدام". * المطار مغلق - قال رئيس الدفاع المدني ريكاردو جلاد إنه تم إجلاء 400 الف ألف شخص. في مانيلا، تم إجلاء سكان بعض الأحياء العشوائية الفقيرة في المناطق المنخفضة بسبب خطر حدوث فيضانات وأغلق مطار العاصمة. وأصدر مجلس الوقاية من الكوارث الطبيعية رسالة تلقاها السكان على هواتفهم المحمولة، تحذر من "رياح مدمرة" قد تضرب العاصمة وضواحيها. ووصل الإعصار إلى العاصمة، وطاول خصوصا بعض ضواحيها. ووضع آلاف الجنود في حالة تأهب للمساعدة في عمليات الإجلاء. وتستخدم المدارس التي أغلقت منذ ظهور وباء كوفيد-19 ملاجئ وكذلك صالات الألعاب الرياضية. وضع مصابون بكورونا يخضعون للعلاج في خيام. وسجلت في الأرخبيل رسميا أكثر من 378 ألف إصابة و7100 وفاة بكورونا. ويؤدي الوباء إلى تعقيد الحصول على العديد من الموارد بسبب توجيهها لمكافحة كورونا. * إعصار آخر يتشكل - هربت ماري آن إيشاغ (23 عاما) مع طفيليها ووالديها وإخوتها وأخواتها من منزلهم في ليغازبي للاحتماء في مدرسة يتشاركون أحد صفوفها مع العديد من العائلات الأخرى. وكانت هذه الأسرة تضررت من أعاصير سابقة. وقد حملت معها موقدا ولحوما معلبة ومعكرونة سريعة التحضير وقهوة وخبزا ووسائد وبطانيات. وقالت إيشاغ "نخشى قوة الإعصار"، موضحة أنه "في كل مرة يحدث فيها إعصار يتضرر منزلنا لأنه مبني من الخشب وسقفه من الحديد المصقول". ووجد مئات الأشخاص أنفسهم عالقين بعد أن أمر خفر السواحل العبّارات وقوارب الصيد بعدم الإبحار بينما توقع أمواجا قد يصل ارتفاعها إلى 16 مترا. ومن المتوقع أن يضعف الإعصار "بشكل كبير" عندما يعبر لوزون قبل أن يصل إلى بحر الصين الجنوبي صباح الاثنين، وفقا لخدمات الأرصاد الجوية. لكن من المتوقع أن يضرب إعصار آخر يتشكل فوق المحيط الهادئ الأرخبيل. وتشهد الفليبين نحو عشرين عاصفة مدارية وإعصارا كل عام تدمر المحاصيل والمنازل الهشة والبنية التحتية، ما يبقي مجموعات سكانية بأكملها في فقر دائم. كان هايان أسوأ إعصار في التاريخ الحديث عام 2013، واسفر عن مصرع أكثر من 7300 شخص، خصوصا في مدينة تاكلوبان بوسط البلاد التي غمرتها أمواج عملاقة.