نعم النتائج هي من تحدد مصير كل فريق في أي بطولة يشارك فيها، ولكن عندما نتحدث عن المستوى وعن الإمكانيات، فالأمر مختلف كلياً، وما زلنا مع النصر الذي تحدثنا سابقاً عنه، أنه ما زال في دائرة الخطر، أو لنكن أكثر تحفظاً ونقول: ما زال في دائرة اللا استقرار، فبعد فوزه الأخير في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين على الأهلي الراقي، والتي شهدت عودة حمدالله إلى المربع النصراوي، وكذلك شهدت تفاعلاً جماهيرياً مع هذا الفوز، خاصة أنه أتى بعد سلسلة نتائج سيئة، وخوف من جماهير الشمس العالمي، ولكن السؤال المهم الآن: هل خرج النصر من دائرة الخوف واللا استقرار؟ أم أن الأمر مجرد مباراة لها ظروفها وخصوصيتها؟ فيتوريا واضح أنه باق، حمدالله غرد بعد خسارة النصر الأخيرة أن النصر سيعود، وكانت تغريدته شبه تهديد ووعيد لبقية الأندية، وهذا يدل على أن ملف حمدالله تم تسويته، ولكن مباراة الأهلي التي تألق فيها حمدالله، أظهرت أن النصر ما زال يعاني، وأن لديه مشكلة في التكتيك الفني، واعتماده كثيراً على المهارات الفردية، نعم فاز النصر وخسر الأهلي، لكن النصر ما زال يعاني، وما زال يحتاج إلى المزيد من التأهيل وإعادة ترتيب الأوراق، ولعل المشكلة الحقيقية التي لمستها في مباراة النصر والأهلي، أن النصر أصبح كلياً يعتمد على حمدالله، وأن اليوم الذي يغيب فيه حمدالله أو يهبط مستواه ولا يكون في يومه، فالنصر كله لن يكون في يومه. هذه جزئية جداً مهمة، وهي ليست فقط حصرياً لدى النصر، ففرق عالمية كبيرة تعاني من نفس المشكلة، ترنح ريال مدريد بعد خروج كريستيانو رونالدو، ترنح جوفنتس وخسارته أمام برشلونة في غياب كريستيانو أيضاً، برشلونة بعد خطة اللعب الجديدة مع كومان وإدخال ميسي ضمن تشكيلة اللعب الجماعي، أثر على القوة الضاربة للفريق الكتالوني، وهكذا الحال، ولكن هذه الفرق تملك إمكانيات وحلولاً سريعة لإنقاذ موسمها أو المحافظة على ثقة جماهيرها، وهنا النصر قد لا يملك هذه المقومات حالياً، لأن المطلوب من النصر ليس الفوز، بل عدم العودة إلى فترة السبات وتردي النتائج واللا استقرار. نعم حمدالله لاعب ممتاز، ولاعب حيوي ومؤثر، نعم واضح بعد تغريدته أن أموره مستقرة، لكن النصر ليس حمدالله، ولا يمكن الاكتفاء بالاعتماد على حمدالله دون وجود بدائل قوية أو على الأقل قدرة على إيجاد بدائل بسرعة، مشكلة حمدالله أنه مفتاح الفوز للنصر، وبالتالي أن لم يعمل المفتاح لن يفوز النصر، ولهذا فإنه من الطبيعي أن يحافظ مدرب النصر على لياقة وفعالية حمدالله، وهذا لن يكون من خلال إشراكه في كل المباريات، أو حتى لعب مباريات كاملة، تماماً كما يكون في حالة كرة السلة، توفير الوقت والجهد والمنع من الإصابة. كل الفرق السعودية لديها لاعبو سوبر، لكن ليس كل الفرق الكبرى كذلك، الهلال أكبر مثال، فلديه تشكيلة قوية جداً تجعل من الجميع نجوماً وقادرين على حسم النتائج، النصر يمتلك تشكيلة قوية جداً، لكنها قوية ما قبل خط ال18 وشباك مرمى الخصم، لهذا فإن الحلول لدى المدرب الن ليست فقط بالبحث عن عنصر جديد قوي هجومياً، بل أيضاً عليه تغيير خطة اللعب بحيث يتمكن بقية اللاعبين من المساهمة في الخط الهجومي، وهذه حصلت مع ريال مدريد إبان تولي انشولوتي التدريب حين فاز بالعاشرة في دوري الأبطال، كان يجهز تشكيلة احتياطية تلعب في الدوري لإراحة تشكيلته الأساسية التي تلعب في دوري الأبطال، لم تكن كل الأيام ممتازة لانشولوتي حينها خسر الدوري، ولكنه فاز بالعاشرة وبنى فريق قوياً جداً رغم غياب رونالدو. حمداللّه ساهم في فوز فريقه الأخير أمام الأهلي