كشف تقرير أن التداعيات الناجمة عن تفشي وباء كوفيد-19، قد سلطت الضوء على ضرورة قيام المديرين الماليين بتسريع تبني التوجهات الراهنة، التي بدأت بالفعل تسود في بيئة العمل المالية، حيث كشفت نتائج الاستطلاع أن 56 % من المديرين الماليين المشاركين أشاروا إلى أن تطوير قدراتهم في مجال الأتمتة والتقنيات الرقمية يمثل أولوية قصوى بالنسبة لهم، علاوة على ذلك، يدرس 69 % من المشاركين في الاستطلاع إمكانية استخدام تقنيات الأتمتة في عمليات مالية متعددة، أو أنهم يطبقون بالفعل تقنيات الأتمتة على هذه العمليات ويعتزمون العمل على زيادتها في المستقبل القريب. وكشفت إرنست ويونغ (EY) الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، النقاب عن نتائج الاستطلاع الذي أجراه قسم الخدمات لاستشارات المحاسبة المالية، تحت عنوان «كيف يمكن للمديرين الماليين حماية مؤسساتهم اليوم والبناء للغد؟»، حيث جاءت نتائج الاستطلاع في وقت تواجه فيه الإدارة المالية تحديات جمة من ناحية التمويل والسيولة، بالإضافة إلى تعطل سير الأعمال، إذ أشار 71 % من المديرين الماليين إلى أن الحفاظ على استمرارية الأعمال يمثل أولوية قصوى بالنسبة لهم. في حين أكد 69 % ممن شملهم الاستطلاع أن التغلب على تحديات التمويل والسيولة يمثل أيضاً أولوية قصوى لمؤسساتهم. وفي معرض تعليقه على نتائج الاستطلاع، قال خورام ميان، رئيس خدمات التدقيق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى EY: «لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستخفاف بحجم التحديات التي تواجه المديرين الماليين، حيث يتعين على العديد منهم الموازنة بين متطلبات الاستجابة الفورية للتداعيات التي تفرضها الأزمة على المدى القصير، والتخطيط في الوقت ذاته للمستقبل عبر تعزيز الصلابة والمرونة الضرورية للانتقال إلى المرحلة التالية، وتمثل جائحة كوفيد-19 مبرراً قوياً لتسريع مسيرة التحول الرقمي، التي تمثل عنصراً أساسياً لتزويد الوظائف المالية بقدرات إضافية تساعدها على استئناف النمو بعد انحسار الجائحة. وستتطلب الأشهر المقبلة جهوداً جبارة من قبل المديرين الماليين لتحقيق التوازن بين أهدافهم على المدى القصير والمتوسط، لكنهم سيحتاجون أيضاً العمل على إرساء ثقافة عمل جديدة، تركز بشكل متزايد على المعلومات غير المالية لتعزيز القيمة المستدامة على المدى الطويل». وتشير نتائج الاستطلاع إلى أن السرعة والمرونة هما عنصران حاسمان في التعامل مع متطلبات العمل المتقلبة، وقد وجدت العديد من المؤسسات نفسها بين ليلة وضحاها ملزمةً بالانتقال الفوري إلى نموذج العمل عن بُعد، وإيقاف جميع الخدمات التي تتطلب التواصل الشخصي مع العملاء، مما وضع المزيد من الضغوط على المديرين الماليين لإعادة هيكلة بيئة العمل اليومية الاعتيادية على وجه السرعة. ونتيجة لذلك، عد 83 % من المشاركين في الاستطلاع، أن تطوير أطر وسياسات العمل عن بُعد يمثل بالنسبة لهم أولوية متوسطة أو قصوى. بالإضافة إلى ذلك، قال 38 % ممن شملهم الاستطلاع: إنه سيكون من الضروري إجراء تغييرات جوهرية أو إصلاح شامل للنموذج التشغيلي للإدارة المالية. كما تشير نتائج الاستطلاع إلى أن السرعة والمرونة يمثلان عنصرين حاسمين عند التعامل مع متطلبات العمل المتقلبة، إلا أن الاستثمار في عملية الإصلاح قد يشكل تحدياً حقيقياً للمؤسسات ذات الرأس المال والسيولة المحدودين.. لهذا السبب، يسلط التقرير الضوء على حاجة المديرين الماليين إلى الاستفادة من نماذج تقديم الخدمات المرنة التي تسمح لوظائفهم بالتطور من خلال استثمارات متوازنة كما هو الحال في الخدمات المدارة من قبل الغير، والخدمات التكنولوجية القائمة على الاشتراكات، والقوى العاملة المؤقتة، وغيرها. وعلاوة على ذلك، فإن 25 % من المديرين الماليين الذين يخططون لتغيير عدد موظفي الأقسام المالية، يتطلعون إلى القيام بذلك عبر زيادة اعتمادهم على الخدمات الخارجية، أو الخدمات المدارة من قبل الغير، أو الخدمات عن بعد، وإعادة صياغة مستقبل الوظائف المالية لتعزيز القيمة على المدى الطويل. دفعت الجائحة المؤسسات لزيادة تركيز جهودها على مجالات البيئة والصحة والسلامة وغيرها من المجالات التي تعزز القيمة مثل الثقة، والسمعة المؤسسية، والتأثير الاجتماعي، والعناية بالموظفين، وثقافة العمل، وستمهد التقنيات المتقدمة، والسياسات والعمليات المحسّنة، والنماذج التشغيلية المرنة الطريق أمام المديرين الماليين للعب دور محوري متزايد في بناء القيمة غير المالية وإعداد التقارير.