بات أكثر من ثلثي الفرنسيين ملزمون بالبقاء في منازلهم ليلا فيما تجاوز عدد الوفيات في ألمانيا عشرة آلاف، على وقع موجة ثانية من وباء كوفيد-19 تضرب أوروبا وتلزم بلدانها على فرض قيود لمكافحتها. وبعدما كان حظر التجول المفروض في فرنسا من الساعة 21,00 إلى الساعة 6,00 يشمل بالأساس 20 مليون نسمة، تم توسيعه اعتبارا من السبت إلى 46 مليون شخص لستة أسابيع، فيما تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في هذا البلد مليون حالة، وسط تحذير السلطات من موجة ثانية "أسوأ من الأولى". وقالت آن دوبيلمان وهي طالبة في ال22 من العمر، كانت جالسة على رصيف مطعم في ستراسبورغ (شرق) بين رواد يتمتعون ب"آخر لحظات من الحرية" قبل حظر التجول "هذا يزعجني. خاصة وأنه لن يؤثر على الوباء. فالفيروس لا يبدأ بالانتشار في الساعة التاسعة". وتجاوز عدد الإصابات في كامل القارة الأوروبية 8,2 ملايين، فيما توفي أكثر من 258 ألف شخص جراء فيروس كورونا المستجد، بينهم حوالى 10003 في ألمانيا التي تطالها الموجة الثانية من الوباء بشكل مباشر بعدما بقيت بمنأى نسبيا عن الفيروس. وأعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على مدونتها الصوتية الأسبوعية السبت "الجدول هو التالي: الحد من التواصل والتقاء أقل عدد ممكن من الأشخاص" مشددة على أن "سلوكنا يؤثر إلى حد بعيد على سرعة انتشار الفيروس". وحذرت منظمة الصحة العالمية الجمعة بان "دولا كثيرة" في النصف الشمالي من الكرة الأرضية تسجل "تزايدا مطردا" في الإصابات، ونتيجة لذلك فإن المستشفيات ووحدات العناية المركزة تخطت أو باتت على وشك تخطي طاقتها الاستيعابية. وأسفر الوباء عن وفاة ما لا يقل عن 1,145,847 شخصا في العالم منذ أواخر كانون الأول/ديسمبر، وفق حصيلة وضعتها وكالة فرانس برس السبت. وسجلت الولاياتالمتحدة حوالى 80 ألف إصابة جديدة خلال 24 ساعة، في أعلى عدد يومي حتى الآن. * قيود في أوروبا - وتضاعف الدول الأوروبية التدابير، ولا سيما دول أوروبا الشرقية التي تعاني من تدهور الوضع الصحي، وفرض عدد منها السبت تدابير جديدة، على غرار بولندا التي باتت بكاملها مصنفة "منطقة حمراء"، بعدما كان هذا التصنيف يقتصر حتى الآن على المدن الكبرى ومحيطها. وقضت هذه التدابير بإغلاق جزئي للمطاعم والمدارس الابتدائية ومتابعة طلاب الثانويات والجامعات دروسهم عن بعد. كما حظرت الأعراس وتم تقليص عدد الأشخاص الذين يسمح بتواجدهم معا في المتاجر ووسائل النقل العام والكنائس. وأعلن وزير الدولة للرئاسة البولندية بواجي سبيخالسكي السبت أن الرئيس أندريه دودا خضع لفحص أظهر إصابته بكوفيد-19 لكنه "بخير". وفي سلوفاكيا المجاورة، يدخل حظر تجول ليلي حيز التنفيذ السبت وحتى والأول من تشرين الثاني/نوفمبر، فيما فرضت الجمهورية التشيكية التي تسجّل أعلى أعداد من الوفيات والإصابات في أوروبا، حجرا منزليا جزئيا يستمر حتى الثالث من تشرين الثاني/يناير. كذلك يفرض حجر منزلي جزئي اعتبارا من السبت في سلوفينيا حيث ثبتت إصابة وزير الخارجية أنزه لوغار بالفيروس، ما حتم على وزراء خارجية دول البلطيق الثلاث السبت لزوم الحجر المنزلي بعدما التقى نظراءه من لاتفيا وليتوانيا وإستونيا. وفي إيطاليا، اندلعت مواجهات في نابولي بين الشرطة ومئات الشبان الذين كانوا يحتجون على حظر التجول المفروض مساء الجمعة على المنطقة. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "إن أغلقت، تدفع الثمن"، احتاجاجا على العواقب الاقتصادية للإغلاق. وإضافة إلى منطقة نابولي، فرض حظر التجول في منطقة لاتزيو حيث روما وفي منطقة لومبارديا حيث ميلانو (شمال). أما في إسبانيا التي تخطت رسميا عتبة مليون إصابة، فأعلن رئيس الحكومة بيدرو سانشيز الجمعة أن العدد الفعلي "يتخطى ثلاثة ملايين"، فيما أفادت عدة مناطق عن تشديد التدابير المتخذة داعية الحكومة المركزية إلى فرض حظر تجول ليلا. وفي بلجيكا، أعلنت سلطات بروكسل تقديم حظر التجول المفروض في البلد إلى الساعة 22,00، وأمرت بإغلاق المتاجر في الساعة 20,00 ت غ وحظرت الأنشطة الثقافية والرياضية اعتبارا من الإثنين، على ما أعلن الوزير المسؤول عن المنطقة رودي فيرفورت، محذرا خلال مؤتمر صحافي من أن "الوضع خطير جدا". وفي المملكة المتحدة التي تسجل أعلى حصيلة للوفيات في أوروبا تخطت 44 ألفا، تفرض مقاطعة ويلز حجرا منزليا على جميع سكانها منذ منتصف ليل الجمعة وحتى التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر. من جهتها، أعادت إيرلندا فرض الحجر المنزلي على جميع مواطنيها لستة أسابيع منذ منتصف ليل الأربعاء، بما يشمل إغلاق كل المتاجر غير الأساسية. وأعلنت الدنمارك تشديد القيود على التجمعات وتمديد وجوب وضع الكمامات اعتبارا من الإثنين. وعلى صعيد الأبحاث، تستأنف التجارب على لقاحين اختباريين ضد كوفيد-19 في الولاياتالمتحدة بعد تعليق مؤقت، ما يزيد فرص الحصول على لقاح أو لقاحات عدة مرخص لها بحلول مطلع العام 2021. وفي أميركا اللاتينية، تواصل الأرجنتين فرض قيود لأسبوعين سعيا لاحتواء تفشي الفيروس وقال الرئيس ألبرتو فرنانديز إن "حل هذه المشكلة لا يزال بعيدا".