أكّد وزير يوناني الثلاثاء أنّ بلاده لن تعقد أي مباحثات مع تركيا بشأن خفض التوتر في شرق البحر المتوسط ما لم تسحب أنقرة سفينة للمسح الزلزالي من منطقة متنازع عليها. وانخرطت تركيا واليونان، العضوان في حلف الأطلسي، في نزاع بشأن التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط في أغسطس إذ أجرى البلدان مناورات جوية وبحرية متوازية في المياه الاستراتيجية بين قبرص وجزيرة كريت اليونانية. وقالت البحرية التركية الأحد في رسالة إلى نظام الإنذار البحري "نافتيكس" إنّ السفينة "عروج ريس" ستقوم بأنشطة في المنطقة، بما في ذلك جنوبي جزيرة كاستيلوريزو اليونانية، وذلك اعتباراً من الاثنين ولغاية 22 أكتوبر. وقال وزير الدولة اليوناني جورج غيرابيتريتيس: "اليونان لن تجلس حول الطاولة من أجل مباحثات استطلاعية فيما لا تزال السفينة عروج ريس والبوارج الحربية المرافقة لها في المياه". وأكّد أنّ أثينا سترفع النزاع "في شكل مؤكد" للمجلس الأوروبي الذي سينعقد بدءا من الخميس. وتطالب اليونان بالحقوق البحرية في المياه المحيطة بجزيرة كاستيلوريزو، لكنّ تركيا تقول إنّ قرب الجزيرة من ساحلها يجعل من المنطقة مساحة شرعية من حقها التنقيب فيها. وفي العاشر من أغسطس، أرسلت تركيا لأول مرة سفينة المسح الزلزالي ترافقها سفن حربية إلى المياه بين اليونان وقبرص ومدّدت عملها. وتصاعد التوتر في أواخر أغسطس، عندما أجرى البلدان مناورات عسكرية متوازية. وبدد الإعلان الآمال المعقودة منذ وافقت تركيا واليونان على إجراء محادثات استطلاعية الشهر الماضي بعد جهود دبلوماسية بقيادة ألمانيا، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، لنزع فتيل الأزمة. والمحادثات متوقفة منذ 2016 وكان من المتوقع استئنافها في اسطنبول لكن لم يتم تحديد موعد لها. منجهته، حذر مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، من أن المهمة الجديدة للسفينة التركية الخاصة بالتنقيب عن الغاز وعودتها إلى المياه المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط قد تؤدي إلى توترات جديدة واستشهد بجهود خفض التصعيد التى تم الدعوة اليها في قمة المجلس الأوروبي قبل أسبوعين. وكان زعماء الاتحاد الأوروبي قد حذروا تركيا من أن العقوبات لا تزال ممكنة إذا خرقت القانون الدولي مرة أخرى. وحتى الآن، لم يرد الاتحاد الأوروبي إلا بعقوبات حذرة، وهو ما لم يؤثر على تركيا. وحذر المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت تركيا من المشاركة في المزيد من عمليات التنقيب في المناطق المتنازع عليها قبالة الجزر اليونانية. وقال زايبرت إن هذه الخطوة ستكون "خطوة مؤسفة للغاية وغير حكيمة" من شأنها أن تؤخر المحاولات الرامية إلى خفض التوترات في المنطقة. وأضاف، أي شيء إلا الإفادة في تحقيق مزيد من التطور أو التقدم في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والأتراك. بدورها، استنكرت الولاياتالمتحدة الثلاثاء قرارا اتخذته تركيا يوم 11 أكتوبر بإرسال سفينة تنقيب لشرق المتوسط واتهمت أنقرة بإثارة التوتر في المنطقة وتعمد تعقيد استئناف المحادثات مع اليونان. وقالت مورجان أورتاجوس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان "الإجبار والتهديدات والترويع والنشاط العسكري لن ينهي التوتر في شرق المتوسط. نحث تركيا على إنهاء هذه الاستفزازات المحسوبة والبدء على الفور في المحادثات الاستكشافية مع اليونان".