ندد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس الجمعة ب"عدوانية" تركيا ودعا إلى إجراء محادثات لحل خلاف بشأن الحدود البحرية وحقوق التنقيب عن الغاز، محذرا من أن التوتر المتصاعد في المتوسط يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها. وقال اناستاسيادس في مقابلة مع وكالة فرانس برس "هناك عدوانية، مع نية للسيطرة على المنطقة برمتها بالفعل. لذا نشهد توترا متزايدا والوضع الناجم متفجر جدا ويثير القلق". ويتصاعد التوتر إزاء أنشطة التنقيب التركية في شرق المتوسط، وهو ما تعتبره قبرص وحليفتها اليونان انتهاكا لسيادتهما. في 10 أغسطس نشرت أنقرة سفينة المسح الزلزالي عروج ريس ترافقها سفن تابعة لسلاح البحرية في مياه متنازع عليها بين قبرص وجزيرتي كاستيلوريزو وكريت اليونانيتين. ومددت مذاك المهمة ثلاث مرات. وقال أناستاسيادس إن جزيرته المجزأة تواجه "وضعا خطيرا للغاية" ودان أنقرة لما اعتبره "استفزازات" و"انتهاكات للقانون الدولي" تخرق "المنطقة الاقتصادية الحصرية" لقبرص. وحذر من أن أنقرة "تعرض استقرار وأمن المنطقة برمتها للخطر". وقال في المقابلة التي أجريت معه في القصر الرئاسي في نيقوسيا إن "مواصلة تركيا عمليات التنقيب غير القانونية... أدت إلى العسكرة المكثفة لجوارنا". لكن وسط مخاوف من نزاع مفتوح، شدد أناستاسيادس على أنه إذا اتخذت الأممالمتحدة والمجتمع الدولي الخطوات اللازمة "يمكن أن نتفادى المزيد من التصعيد". وأجرت كل من اليونان وتركيا تدريبات بحرية في المنطقة لتأكيد مطالبهما بالسيادة على موارد غاز وعلى مناطق اقتصادية حصرية. وهدد الاتحاد الأوروبي في 28 أغسطس تركيا من احتمال فرض عقوبات جديدة عليها ما لم يتم تحقيق تقدم باتّجاه خفض التوتر في شرق المتوسط. وأكد الرئيس القبرصي أن بلاده لا تريد أن تُفرض عقوبات على تركيا. وقال "العقوبات ليست هدفنا. هدفنا أن نرى أنه من خلال حوار يمكننا التوصل لتسوية تكون متوافقة تماما مع ما ينص عليه القانون الدولي". وحض تركيا على الموافقة إما على عرض القضية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، أو أمام تحكيم دولي. وقال اناستاسيادس "عليهم أن يدركوا أن عليهم الالتزام بالقانون الدولي، وعدم تفسير القانون الدولي وفقا لنهجهم التوسعي". وقبرص مقسمة منذ عام 1974 بعدما احتلت تركيا ثلثها الشمالي ردا على انقلاب مدعوم من الحكومة العسكرية في أثينا آنذاك، سعيا لوحدة بين قبرص واليونان. وأعلن الشطر الشمالي المحتل قيام "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة. وفشلت عقود من المحادثات المتقطعة وخصوصا برعاية الأممالمتحدة، في التوصل لمصالحة. وأثنى الرئيس القبرصي أيضا على "الموقف الحازم" لفرنسا خلال الأزمة الحالية قائلا إن باريس كانت "صوتا رائدا لما يتعين على أوروبا القيام به لحماية الدول الأعضاء من هذه العدوانية".