تبادلت القوات الأرمينية في ناغورني قره باغ والجيش الأذربيجاني الأحد التهم بقصف استهدف مناطق مدنية وتسبب بسقوط ضحايا، ما يعكس واقع هدنة لم تُثبت بعد. وأكد الزعيم الأرميني لإقليم ناغورني قره باغ أرايك هاروتيونيان أن الوضع "أكثر هدوءاً" من اليوم السابق مشيراً إلى غياب القصف صباح الأحد. لكنه تحدث عن "تبادل لبعض الطلقات وقذائف الهاون على خطّ الجبهة". وأعلنت أذربيجان مصرع سبعة مدنيين وإصابة 33 شخصاً بجروح في قصف على غاندجا، ثاني مدن البلاد الواقعة على بعد ستين كيلومتراً من الجبهة، والتي كانت استُهدفت مرات عدة منذ أسبوع. وندّد حكمت حاجييف، مستشار الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ب"عمل إبادة" محذّراً من أنه "إذا استمرّ ذلك، سنضطر إلى اتخاذ تدابير مضادة". من جهتها، نفت وزارة الدفاع الأرمينية في ناغورني قره باغ قصف غاندجا، مؤكدةً أنها تحترم اتفاق وقف إطلاق النار الإنساني. وأشار الزعيم الأرميني إلى وضع أفضل على جبهة القتال الأحد، إلا أنه رأى أنه من غير المؤكد احترام الهدنة التي يُفترض أن تتيح تبادل جثث جنود وسجناء بين الطرفين. وأضاف أنها استُهدفت عاصمة الإقليم ستيباناكرت بما لا يقلّ عن ثلاث جولات قصف خلال الليل، وفق صحافيين في وكالة الأنباء الفرنسية، وحذّر هاروتيونيان من أنه طالما الطلقات مستمرة، لن يحصل تبادل للأسرى. وانفصل إقليم ناغورني قره باغ، الذي يشكل الأرمن غالبية سكانه، عن أذربيجان بعد حرب مطلع تسعينات القرن الماضي أسفرت عن ثلاثين ألف قتيل. ومنذ ذلك الحين تتهم باكو يريفان باحتلال أرضها وتحصل جولات عنف بشكل منتظم. والمعارك التي تتواجه فيها منذ سبتمبر قوات ناغورني قره باغ المدعومة من يريفان والقوات الأذربيجانية، هي الأخطر منذ وقف إطلاق النار المعلن العام 1994. وأُحصي سقوط أكثر من 500 قتيل في المعارك الأخيرة، بينهم ستون مدنياً تقريباً، في حصيلة قد تكون في الواقع أكبر بكثير، إذ إن أذربيجان لا تعلن عدد القتلى في صفوف جنودها وكل معسكر يدّعي أنه قتل آلاف الجنود من المعسكر المقابل. وتم التوصل إلى الهدنة في موسكو بعد عدة دعوات وجهها المجتمع الدولي وخصوصاً مجموعة مينسك التي ترأسها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة وهي تؤدي دور الوسيط في هذا النزاع. وحذّرت أذربيجان، من أن عملياتها العسكرية لن تتوقف نهائياً إلا في حال انسحاب الأرمن من ناغورني قره باغ. وثمة مخاوف من تدويل النزاع إذ إن أنقرة تشجّع باكو على الهجوم وموسكو مُلزمة بمعاهدة عسكرية مع يريفان. وتركيا متهمة أيضاً بإرسال مقاتلين موالين لها من سورية للقتال في صفوف الأذربيجانيين.