بفخر وسعادة تابعت كغيري من مواطني هذا البلد الكريم، الذي أشعرنا بعظمة قيادتنا وثبات مواقفها المشرفة في كل المحافل، وهي مواقف راسخة لا تتبدل تحت أي ظرف، ثبات نهجه المؤسس العبقري الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-. لقد غمرني شعور بالابتهاج وأنا أستمع لذلك اللقاء والطرح المميز والممتع. تابعت -وبشغف- شأني شأن غيري اللقاء الذي بثته قناة العربية وتحدث عبره صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود؛ وهو كما يعلم الجميع سياسي عتيد ومحنّك ودبلوماسي عاصر أحداثاً ومواقف سياسية كبيرة وقبلها طيار سعودي شجاع - ولا غرو فهذا الشبل من ذاك الأسد. تقلد عدة مناصب ومهام الرجل الذي عاصر الحياة السياسية مع ملوك المملكة العربية السعودية العُظماء في أحلك الظروف العصيبة ومنها القضية الفلسطينيه واحتلال الكويت. جال بنا في بحور مسيرة عمله بعمق السياسة على مرور الأزمنة التي شهدها وهو أحد المسؤولين الذين يشار إليهم بالبنان، يجبرك بأسلوبه الراقي وسرده القصصي السياسي بكل شفافية أن تصغي بكل اهتمام ويقظة وإنصات لما يحمله من عمق في التحليل وربط الأحداث واستدعائها من ذاكرته التي تختزن الكثير والمدهش. كشف الستار عن مواقف المملكة تجاه القضية الفلسطينية ودعمها سياسياً ومعنوياً ومالياً التي لم تعلنها لأنها تراها واجباً عليها ولكن الأحداث المسيئة إلى قادة المملكة في هذا الشأن من قبل القيادات الفلسطينية، أثارت غضب الجميع؛ فكان حديث سمو الأمير بندر مفنداً للأباطيل والمزاعم التي جاءت على لسان ممثلي هذه القيادة. تلك المواقف من القضية الفلسطينية منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ومن بعده أبناؤه البررة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله -رحمهم الله- إلى عهد الملك سلمان -حفظه الله- ثابتة ومساندة لما تراه عدلاً وحقاً لهذا البلد المحتل. ملكونا العظام كانوا خير داعم ومساند لهذه القضية؛ فنجدهم ينحازون بكل شجاعة ووفاء وإخلاص للقضية الفلسطينية وحقوق شعبها. الأمير في حديثه للشباب وللمجتمع الذي لم يعاصر أو يشاهد تلك المواقف البطولية والإنسانية لقادة المملكة في قضايا الأمة العربية والأسلامية -وخاصة القضية الفلسطينية- كان كاشفاً وشفافاً وموضحاً لقيمة هذه القيادة العظيمة وانحيازها الكامل للحق والعدل ولم تساوم ولم تمن على أحد طيلة عهودها. ولا يعنينا أنهم تنكروا لقادتنا ولمواقفهم المشرفة، وحتى لو انجرفوا وراء السراب ليوجهوا عبارات نابية وتهم ضد قيادتنا دون حياء؛ فقيادتنا العظيمة لا تخشى إلا الله، وتتخذ مواقفها وأدوارها مع القضايا العادلة بكل صدق ومروءة ووفاء وإنصاف. وهو ديدن ملوكها منذ عهد المؤسس -طيب الله ثراه-. لقد جال بنا سموه في حرب الخليج وتحرير الكويت في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- القائد المحنك في عمق السياسة كما عرّج بنا في قصة الوفاء مع إخواننا الكويتيين في أصعب الظروف ساهم في إنقاذ وتحرير الكويت من يد صدام حسين، وأظهر الكثير من مواقف المملكة الإنسانية تجاه العالم العربي وإلاسلامي بل العالم بأسره، والجيل الحالي لم يشهد هذه المواقف وضلله الإعلام الحاقد المأجور الذي يمارس التضليل والزيف وبيع الأوهام. تطرق سموه لمواقف المملكة في محاولة رأب الصدع بين الفلسطينيين حتى في مسجد بيت الله الحرام في مكهالمكرمة، ولم يتفقوا اتبعوا من يتاجر بالقضية الفلسطينية من إيران إلى تركيا وأكاذيب أردوغان ويصدقونها بينما لم يقدموا للقضية الفلسطينية سوى الهباء. لله درك سمو الأمير في هذا الطرح والإيضاح الذي أجلى الحقيقة الساطعة وأوقف سيل الأكاذيب والتخرصات والتضليل والمتاجرة الشعاراتية وبيع الأوهام. أتى حديث سموه في وقته ليعلم هذا الجيل في المملكة وفي العالم مواقف المملكة الثابتة النزيهة المنحازة للخير والعدل والحق المشروع وأن بلادنا وقيادتنا لم تكن طرفاً في أي مؤامرة أو ظلم على أي كان؛ وهو خلق ونهج سعودي ثابت لا يساوم ولا يبتز ولا يخوض معارك خاسرة لا يجللها الحق والصدق ووضح الهدف ومشروعيته. مواقنا مشرفة وترفع الرأس كما أشار سموه من قضايا الأشقاء العرب والمسلمين والقضية الفلسطينية التي تسبب قادتها في موتها سريرياً بدوافع سياسية لاتخدم الا القيادة، ولم تنفع الشتائم والملاسنة الخارجة عن الأدب لم تنفع قضيتهم التي أثبت الواقع أنها أعدل قضية لكنها تملك أفشل محامين.